( الحلقه الثالثه من وأنطفأت الشموع )بقلم الشاعر زغلول الطواب


أصدقائى إليكم قصتى القصيره 
( الحلقه الثالثه من وأنطفأت الشموع )

أستيقظت هند بعد معاناه مفزعه طوال ليلتها الماضيه التي خاصم النوم فيها جفن عينيها وباتت ليلتها وكأنها تفترش الجمر الملتهب تنظر ما بين التاره والآخرى على حبيب القلب الذى حطم آمالها وما كانت تنتوى إليه من قضاء ليلة نهاية الأسبوع كيفما يحلو لها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حتى أصابها اليأس فداهمها النعاس الثقيل الذي لا تستطع مقاومته فغطت في نوماّ عميق حتي أيقظها صوت العصافير وضجيج الشارع فأختلطت الأصوات وكأنها تستمع لمعزوفة متداخلة الأصوات فيما بينها فأستيقظت علي غير العاده متجهمة الوجه متوترة الأعصاب مزاجها عكرته أطلال ليلة البارحه فقامت مسرعة إلى ستائر الشباك والبلكونه وفتحتهما بعصبيه لينفذ شعاع الشمس فيخترق جفني عينين أحمد فيستيقظ مفزوعاّ فتقع عيناه على هند وهي جالسه على كرس هزاز تتأرجح به من فرط حالتها العصبيه وما أن شاهدها أحمد على هذه الحاله فتذكر ليلة البارحه فعاد لمخدعه ثانية يواري وجهه بوسادته مصطنعاّ صوت الشخير وكأنه عاد لعينيه النعاس مرة أخرى فنظرت إليه هند وهي تبتسم بسخريه لقد زاد من عصبيتها ما فعله أحمد حينما شاهدها وتصنع النوم العميق فدنت منه وأقتربت حتى شعر بمجيئها أحمد فزاد صوت شخيره على غير عادته فضحكت بإستهزاء وقالت له 
لا يا شيخ خلاص النوم هبط عليك فجأه ومشقادر تقاومه يلا يا سبع البرومبه قوم الساعه داخله على عشره قوم أصحى يا سبعي وبينما هي تحاول إيقاظه من نومه الوهني كانت يدها ترتب على كتفه بقوه فأستيقظ أحمد يفرك بأصابع يديه في عينيه ويتصع التثاوب فأعتدل متكئاّ وقال لها صباح الخير يا حبيبتي معقول أنا نت كل ده وليه سيبتيني أنام كده يا هند معقول تخليني أنام وتضيعي علينا أجمل ليله نتظرها كل أسبوع والله حرام عليكي بجد أنا زعلان منك بجد أنا متغاظ فزاد من عصبيتها وقالت له ههههههههه لا يا شيخ أنا السبب مش كده قوم بلاش إستعباط فأمسك بيديها فنهرته بدلال فحاول أن يعيد الكره مرة آخرى ليصالحها بحضن وقبله فوق جبينها فداهمتها دمموعها فأرتمت في حضنه وظلت تبكي بصوت منخفض وهو يحاول تهدئتها حتى أن أحتوى الموقف بطريقته الخاصه فقالت له خلاص سماح هذه المره ولكن لو كررتها مش هتعرف أنا هعمل فيك إيه فقامت متجهه نحو الدولاب وأخرجت له بجامه وغيار داخلي جديد وقالت له الفوطه في الحمام على ما تاخد دش أكون أنا حضرت الفطار فذهب أحمد ليأخذ دش بارد حتي يفيق وما أن أنتهيا من الفطور قال لها أحمد يلا بقا يا حبيبتي أروح ألبس لأني إتأخرت فأدهشت هند وقالت له نعم يعني إيه إتأخرت النهارده الجمعه يا سي أحمد ولا حضرتك مش واخد بالك فتصنع أحمد حاله من الإندهاش وأخذ يرتب فوق رأسه وقال لها ياااااااه هو أنا مقولتلك إن النهارده عندي شغل إضافي في المكتب والله يا هند عندي قضيه صعبه جداّ 
محتاجه دراسه وتمحيص فظبع القضيه داخله في بعضها مش عارف أوصل لثغره توصلني لتبرئة موكلتي فأنزعجت هند حين سماعها كلمة موكلتي فقالت له نعم يا سي أحمد وكمان القضيه فيها واحده ست نهارك شكله مش فايت النهارده عموماّ رجلي علي رجلك يا حبيبي النهارده أجازتي ومش هقضيه لوحدى أنا جايه معاك وبالمره نتغدى في النادي أو في أي مطعم ونرجع مع بعض فقال لها لا يا حبيبتي مينفعش أنا مش هكون فاضي زي ما أنتي متخيله النهاده عندي شغل كتير معلش يا حبيبتي خلينا نبقى نتعشى مع بعض وأعوضك عن ليلة البارحه وهتشوفي أحمد حبيبك أحمد إللي بجد مش إللي بالي بالك فضحك بشكل هستيري حتى يضفي جو المرح محاولاّ إخراجها من جو الوجه الخشب التي ترتديه فضحكت بسخريه وقالت هههه المايه تكدب الغطاس يا سي عنتر ولا عنتر إيه بقا قصدي يا سي شيبوب أفندي فقال لها أوك ياحبيبتي هنشوف المهم دلوقتي أنا لازم ألبس علشان إتأخرت على المكتب فدخل فأحضر حلته الجديده متعطراً بعطر جديد غير المعتاد عليه وقف طويلاً أمام المرآه فقام بتغير تسريحته المعتاده أكثر من مره وبين اللحظه والآخرى يختلس نظره خاطفه من المرآه مترقباً زوجته لربما تكون مستيقظة النظر إليه كانت هند قد سافرت بشكوكها وظنونها إلي عالم آخر ولم تنتبه لم يفعله أحمد أمام المرآه وكان دائم الترقب لعينيها حتى لا تسأله كالمعتاد .
يا ترى على فين العزم النهارده إنت ناسى النهارده يوم الجمعه ؛ ممكن تقولى مواعد مين النهارده ؟ لتجنب سيل الأسئله المتلاحقه التى سوف تنهال على أُذنيه كما لو كان شلالاً يتدفق بعنف دون أن يأخذ فرصه للرد أو حتى يلتقط أنفاسه ليبحث عن إجابه مقنعه . كان يختلس النظرات ما بين لحظه وآخرى وكأنه لص يبحث بحرص شديد عن أشياء فى الظلام خائفاً أن يكتشف أصحاب المنزل أمره فيلقى ما لا يطيقه .
فظل مرتبكاً حتى ينتهى من تصفيف شعر رأسه ولكن حدث ما لا يحمد عقباه لقد فاقت هند ةرجعت من سفرها بخيالها وظلت ترقبه وهي في حالة إندهاش وكانت مستلقيه على سريرها كما الذئب الذى ينظر بعين ويغمض الآخرى ثم يتبادل العينان مترقباً فريسته لينقض عليها فى الوقت المناسب ليفتك بها ويتغزل فى دمائها حينما تسيل مستمتعاً بضعفها بين أنياب فكيه . بصوت رقيق ولكن بنبره ماكره كما الإبتسامه الصفراء قالت له حبيبى على فين العزم ؟ حبيبى النهارده الجمعه ؛ حبيبى إنت كنت أكتر من رائع بحبك موت . ثم ضحكت ضحكه وكأنها أنتشت بإنتصارها ههههههههههههه مسكتك قولى بقى رايح كده من بدرى على فين ؟ وأيه كل ده ؟ بدله جديده . برفان جديد . تسريحه جديده . لأ لأ لأ كده الموضوع فيه كلام كبير . ههههههههههههه .
بينما الزوج مندهشاً مرتبكاً لا يجد الرد المناسب المقنع هذه المره . فأسطنع إبتسامه صفراء متجهاً نحو السرير ليقبلها فتنهره وتكشر عن أنياب الأنثى التى شعرت بخيانة زوجها لها . فحاول أن يتماسك قبل السقوط فقال لها مبتسماً . حبيبتى إنتى ناسيه موضوع القضيه ولا أيه ؟ لا يا حبيبتى النسيان ده إبتدى يتكرر كتير الأيام دى لابد أن نذهب إلى الدكتور حتى نطمأن عليكى دانتى حبيبتى إللى بموت فيها معقول توصل بيكى الحاله بالشكل لده ؛ تجمدت الزوجه وكأنها من قاطنى القطب الشمالى فلا تستطيع الكلام تماماً وحينما شعر الزوج أنه كاد أن يسيطر على لسانها الذى لا يكف عن الأسئله المحيره .وشعوره بأنه نجح بذكاء على أن يفقدها توازنها . بدأت يداه تتحسس خديها ثم يلاحقها بنبرة خوف شديده ليربكها أكثر وأكثر لتذهب بعيداً بفكرها وتنسى ما كانت عليه من مكر وذكاء منذُ لحظات وبالفعل تحقق له ما أراد فتقوقعت الزوجه فى فراشها متحكمه بيدها حول معصمه وكأنها قامت بإحكام ربط أرجل فريستها التى أنقضت عليها منذُ لحظات خوفاً منها أن تهرب فريستها ويذهب مجهودها الماكر هدراً .
وسرعان ما تنبهت بذكاء الأنثى . ان هناك أمراً ما غير مفهوم . فهذا ليس من طبائع زوجها أكيد هناك أمر لابد من السيطره عليه حتى لو بالتحايل .
فنادت عينيها لتدمع ونادت يديها لترتجف ونادت حرارة جسدها ليأتى فلبوا جميعاً النداء .
فقالت له بصوت غير مسموع صوت وكأنه آتى من بعيد . حبيبى أنا فعلاً كده باين عليا النسيان بالشكل لده ؛ وبينما الزوج يقترب أكثر وأكثر حتى يفهم ما تقول حتى أن وصلت أذناه إلى شفتيها فقامت بعض أذنه عضه خفيفه ثم ضحكت عالياً بصوره هيستيريه أفقدت الزوج توازنه . فقالت له حبيبى ممكن تعتذر عن القضيه دي خالص علشان خاطري أرجوك يا حبيبي النهارده أنا تعبانه جداً حتى شوف الرعشه إللى فى أيديا . أمسك كده كفوفى . حسس كده على قورتى . شوف أنا دافيه إزاى . معقول هتسيبنى وأنا فى الحاله دى ؟ أرجوك حبيبى متسبنيش أنا محتاجه لحضنك حتى أشعر بالآمان . أنا خايفه جداً أرجوك حبيبى . يلا قوم إتصل بالتليفون وإعتذر علشان خاطرى .
ومازالت تقيده من معصمه . فحاول الزوج أن يفهمها بأن هذه القضيه قطع فيها شوطاّ كبيراّ ولابد أن ينهيها ولم يك هناك وقت حتي أعتذر عنها صدقيني القضيه دي خطيره جداّ ولو كسبتها هيبقالي شأن آخر في ساحة المحامين لابد وأن أقوم بها . ولكن دون جدوى الزوجه بذكائها نجحت فى شل حركة زوجها بحيل الأنثى ومكر ذكائها . فما كان من زوجها إلا أن تتغير ملامح وجهه معلناً غضبه الشديد وتأثره بعدم تمكنه من القيام بدراسة قضيته التى أصطنعها والتى لم تدخل على الزوجه بالصدق . وذلك لتكرار الكذب من زوجها مرات عديده . فخضع الزوج وأمتثل لحكم زوجته الذى لا يقبل النقض ولا الإستئناف . وحينما شعرت زوجته بإنكساره أرادت أن تعوضه عن الهزيمه بعمل شيئاً يرضيه فقامت لتدخل الحمام ثم ترتدى قميص نوم مثير يفتح شهية زوجها لها . ثم أنتهت من إرتداء قميصها وسألته وهى تبتسم أيه رأيك يا حبيبى ثم حضنته وقامت بتقبيله وحينما شعرت بسكينته بين حضنها . قالت له .
أنا هحضرلك عصير محصلش . على ما تغير هدومك أكون أنا جهزت العصير أوك حبيبى .
فهز الزوج رأسه وكأنه مغلوب على أمره . فذهبت إلى المطبخ لتحضير العصير الفريش وبينما هي في المطبخ إنسحب إلي البلكونه على أطراف أصابع قدميه حتي لا تشعر به هند وأخرج تليفونه من جيبه وقام بإتصال الو الو ما تردي بقا الو الو ولكن للأسف لم يرد أحد فقام بكتابة رساله وأرسلها ثم عاد إلى مكانه وجلس على السرير وهو في قمة غيظه وبينما هو علي هذه الحاله آتت هند تحمل صينيه عليها كأسين من عصير المانجو ااذي يحبه أحمد وبطريقتها الخاصه التى تشبه طريقة الأم حينما تريد إطعام وليدها الصغير . قبل أن تأكل لقمه تقوم بوضع الكأس بين شفتيه وهى تبتسم . ليستجيب لها الصغير فيشرب .
وبعد الإنتهاء من تناول العصير جلسا لمشاهدة المسلسل التركى الشهير مهند وكلما كان هناك مشهد لمهند وبطلة المسلسل نظرت له الزوجه بإبتسامه مغلفه بالدهاء والمكر
فيبتسم الزوج إبتسامه صفراء لا ترضى غرور زوجته فقامت تحكى له عن الأحداث السابقه المثيره فى الحلقه السابقه ربما تُفلح فى الوصول لرغبتها التى تبتغيها فى السيطره الكامله على زوجها . حتى يرضخ لنشوة إنتصارها . فما كان من الزوج إلا أن يبدى ملله من المسلسل بالتعبير بالإمتعاض والتأفف . فحينما فهمت الزوجه عدم إستجابته فقامت بوضع سى دى يحتوى على موسيقى شرقيه ثم أخذت ترقص أمامه بينما هو سارح في عالم آخر وحينما لمحته علي هذه الحاله إشتاطت غضباّ وتوقفت الزوجه عن نشاطها الإغرائي وقالت له واضح يا سي أحمد إني فشلت أن أحتويك عموماّ براحتك لو عايز تنزل أتفضل قوم إلبس وأنزل بس لازم تعرف إنك كذبت عليا وإختلقت موضوع القضيه علشان تنزل وتروح تقبل خبيبة القلب إللي نجحت رغم عدم وجودها تاخدك مني فرد عليها مبرراّ عدم كذبه ولكن لم يفلح في إقناعها فذهبت إلى دولابها لتلملم ملابسها وأغراضها الشخصيه وتضعهم في شنطه كبيرة الحجم لتذهب إلي منزل والدها الذي هو أستاذه في القانون وكان أحمد يعمل له الف حساب فأخذ يتودد لها ويرجوها ألا تترك المنزل وتذهب عند والدها حتى لا يغضب منه ولكنها أصرت على الذهاب فشعر أحمد بغثيان ودوخه أفقاه الوعي ونام علي السرير وغط في نوماّ عميق حتى المساء وحينما أستيقظ وجد نفسه وحيداّ في المنزل فأطفأ أنوار البيت وذهب إلى منزل والدها ليأتي بزوجته ولكن لم يفلح في إقناعها بالعوده للمنزل رغم توسلاته وموافقته على شروط والدها المستفزه فعاد يائس عبوس الوجه إلى المنزل فأطفأ الشموع ونام
إلى اللقاء في الحلقه القادمه ما تتخلله من مفاجئات 
بقلم الشاعر
زغلول الطواب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى