البَعُوضُ والذُّبَابُ (من الشِّعْر التَّرْبَويِّ) الشاعر المبدع حمدان حمّودة الوصيّف

البَعُوضُ والذُّبَابُ (من الشِّعْر التَّرْبَويِّ)
اجْتَمَعَ البَعُوضُ والــذُّبَابُ
يَوْمًا وَقَدْ أُغْلِقَـتِ الأبْـوَابُ
وَرُشَّـتِ البُيُوتُ والمَنازِلُ
وَلِلْمُبِيـدِ يَصْعُبُ اقْـْتِـــرَابُ
فَاسْتَصْرَخَ البَعُوضُ كُلَّ جُنْدِهِ
كَذَلِكَ قَــدْ فَـــعَـــلَ الذُّبـَـــابُ
ثُـمَّ انْبَرَى مِنْهُمْ خَطِيبٌ مُعْلِنًا:
يَاأيُّهَا الإخْـواَنُ وَالأصْحَـابُ
أغْضَبَنَا الإنْسَانُ فِي فِعالِهِ
وَالحَيْفُ مِنْهُ خُـلُقٌ ودَأْبُ
يُمَيِّزُ النَّحْلَ لِأَنَّ كَسْبَــهُ
مَنَـافِعُ ، وَظُلْمُهُ أَسْبَــابُ
بِزَعْــمِهِ حَشَــــرَةٌ مُفِــــيــدَةٌ
أَوْحَى إلَيْهَا الوَاحِـدُ الوَهَّابُ 
أَنْ أَنْتِجِي مِنْ عَسَل دَوَاؤُهُ
مُؤَكَّدٌ وَالطَّعْمُ يُسْتَطَـــابُ
يُلَقِّـحُ الزُّهُورَ فِي مُرُورِهِ
وَالنَّحْلُ قَدْ ذَكَـرَهُ الكِتَـابُ
الثَّـأْرَ يَا حَشَرَةً مَظْلُومَـةً...
فَجَـاءَهُ مِنْ حِينِهَا الجَـوَابُ
نَحْنُ، الذُّبَابَ، سَوْفَ يَلْقَانَا ضُحًى
فِي البَيْتِ حِينَ تُفْتَحُ الأبْـــــوَابُ
نُــلَـــوِّثُ لَـــهُ طَـــعَامًا سَـــــائِـغًا
وَ نَحْمِلُ الدَّاءَ، وَذَا الـصَّــوَابُ
نُـزْعِـــجُهُ فِي عَــيْشِهِ نِكَـــايَـــةً
وَلِلظَّلُـومِ السَّيْفُ وَالحِــرَابُ.
وَنَحْنُ، مَعْشَرَ البَعُوضِ، فِي الدُّجَى
لَنَــا إلَــيْـــهِ مِخْرَزٌ وَنَـــابُ
نــَمْــتَصُّ مِنْــهُ دَمَــهُ تَشَفِّــــيًا 
وَدَاءُ أُنْــــثَـانَا* بِـهِ انْـــصِـبَــابُ

يــَا إخْوَتِي هُبُّــوا لِكُـلِّ مَوْقِعٍ 
يَقْصِدُهُ البعُوضُ وَالـــــذُّبَــــابُ
وَقَــــاوِمُوا، سِلَاحُكُمْ نَــظَـافَةٌ
لاَيَنْبَغِي أَنْ تَكْثُــــرَ الأسْبَابُ
لِوَفْرَةِ الأمْرَاضِ ذِي نَصِيحَةٌ
تَـفْـهَمُهَا فِي حِينِهَا الألْبَـابُ..
ثُمَّ أزِيـلُوا مَـنْظَرًا مُشَوَّهًــا
لَـــهُ لِعَيْنٍ مَـنْظَرٌ يُـعَـــابُ

مَا أَحْسَنَ الحَيَاةَ فِي سَلَامَةٍ
وَصِحَّـةٍ يَـــاأَيُّـهَا الأَحْبَابُ...
حمدان حمّودة الوصيّف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى