قيد التعديل-- محمد القصبي
5- قيد التعديل
12 سنة عبودية هي بالكاد عمر قصير لرجل عانى ويلات الرق و استطاع ان يناهض و يناضل من اجل الدفاع عن ادمية البشر .. مات شهيدا فتخلد من اجل هذا المبدأ الشريف ..إنها قضية شخص واحد فما بال امتنا تصدعت حتى صار أمراؤها عملاء سريون ..
انتثر الراوي واقفا مما جال في خاطره و صرخ صامتا ..:
--- لقد كتب لامتنا هذا المصير و ستنتصر باسم جوهر الدين الذي يجب ان يحرر من ائمة الفتوى الماجورين شانهم شان الاقلام المأجورة و الافواه الضاجة بكل شعارات النفاق السياسي الفكري و الاجتماعي حتى الشفاه الحمر اللائي لا ينقطعن عن الزغاريد...
لاثغا انتفض الظل ظل جثة حمار مسجاة على قارعة الطريق حيث يقف الراوي متكئا على منسأته:
--- أهكذا إذا تم تفتيت أسباب الوحدة في الدين و اللغة و كل ما يشكل معتقدا مشتركا... التفتيك بالاصول معيار تقويم أية أداة بشرية تغلب شهوة الأنا على الانخراط في النحن و اجتراح أسلوب يكشف التبعية المطلقة التي لا فكاك منها إلا بتأميم ما سرق منا من مقدرات وطنية ....هي ذي العبودية الحقة قمة و قاعدة ... أيها العميل السري الذي انتصب نخاسا آلى على نفسه الا ان يمتص دمي الى ان لقيت حتفي مستنزفا من كل قيم قد تمنحني الاعتراف ككائن وجيه مكرم وجودا...
بطيئا التفت اليه الراويمصبرا اياه بقوله :
لقد مت غريبا في ارض سرق برسيمها بعد ان ابليت البلاء الحسن في توفير الطعام لاهل الارض الطيبين لكنهم لم يبكوك لانهم فقط ملاؤوا الفراغ الذي تركته و من ثمة صار الجميع بصبرك و اقوى ايها الحمار الذي يكلمني ظله...
واصل الظل حديثه و قد تلبسته الدهشة مما سمع :
لقد تزامن عرض فيلم 12 عاما عبودية قبيل اغتيال خاشقجي أفكلما وقع استدرار عنيف للدمع دمع المشاهدين كانت فرصة الاغتناء اكبر.. و رسالة السطو على ارواح الخصوم تبث كلمتها السرية بواسطة افلام هي النقيض المشترك في لحمة الرسالة الخفية و التي ينطوي عليها واقع الفيلم..بينما في الواجهة الأخرى حيث المشاهد العربي يتابع باهتمام بالغ قنوات الرقص و الغناء الماجن و أفلام الإباحية المثيرة للشهوات الحيوانية مخدرا منفصما عن روحه المغيبة يرهق نفسه في متابعة قنوات الشيطان المدمرة لكل أصيل تليد فيه اما وجه الغرابة تلك النخبة المثقفة الواهية فانها تنغمس في اثراء المباني الادبية.. المقاهي الفكرية المنتديات الثقافية و الصالونات المعرفية بما تجتهد فيه من أساليب الابداع الراقية و التي هي بعيدة عن هموم الشارع و الوطن و المصير ..
---أحسنت صيد الفائدة ايها الظل المتحدث برودة ميت في عداد التآكل واصل :
نعم بينما فئة أخرى تتصيد عورات الناس فتسجل كبواتهم الاجتماعية أو السياسية و تنزيلها في فيديوهات مدفوعة الثمن
لم يقم الحمار من مرقده ليلعن الراوي السليط .. فقط لأنه أصاب الرأي لما رأى أن الإنسان العربي ابن المرحلة قد سقط في أبشع شراك العبودية القاتلة الماحقة للأنفاس و التي ليس لها مثيل إنها عبودية التي بسببها فرت عنه الحضارة الرقمية بسنوات ضوئية
أما الظل فقد تابع عرض صوامت الحكايات هامسا:
--- إنها عبودية التطاحن و التذمر و الاكتئاب و الحروب الطائفية و المجاعة مجاعة البطن و الفرج و الفكر... مجاعة العقل و الروح .. إنها عبودية عن بعد تدار بأجهزة التحكم البشري أدواتها في ذلك و على شاشتها الكبرى المنقولة الدقة أثيريا رؤساء و ملوك عرب هم عملاء طواغيت لا سيادة لهم إلا ما أخذوه قسرا مما طفا في دماء الأحرار من قيم الرجولة و الأنفة و الغيرة و حرارة الهوية التليدة في العروبة و الدين و التاريخ ...
تفرق الجمع/ شخوص النص إلى حيث هوامش اللغو و العبث و أفكار جنيسة تتردد صداها في أعماقهم هي نفسها التي تهيم في وجدان قارئ النص نفسه كمسحة من غضب:
--- قتل الزنجي بشكل رحيم فغالبا ما كانت رصاصة الرحمة التي تنهي عذابات البحث أو مشنقة الخيار الأعنف كما ألف الناس أسلوب الإعدام آنئذ ابشع عقاب عرفته البشرية .. فلو كتب الله له قدرا آخر و سقط بين أيدي استخبارات عربية لنشر حيا بالمنشار اليدوي ..ما الفرق إذا بين من نادى بالحرية للجميع و رفع قضيته أمام محاكم الشمال الأمريكي عهدئذ فكانت النتيجة الموت المجهول و خاشقجي الذي يمثل موتا معلوما لجثة مجهولة ..خاشقجي الذي عارض بأسلوبه الإعلامي الأنيق نظام الحكم ففصل أشلاء وزعت على حقائب حمس عشرة لم تضبط كاميرات المراقبة وجهتها الأخيرة ..كل حقيبة ذرتها الرياح الأربع في اتجاهات ضالة ..
أين الجثة يتساءل شهداء الحرية و الكرامة الإنسانية؟؟؟ لقد صدقت القول يا ديكارت- فعندما يكون الشخص مكبلًا بالسلاسل الحديدية منذ طفولته، سيعتقد أن هذه السلاسل جزء من جسده، وأنه يحتاج إليها كي يتمكن من المشي. –
.مكبلون للسير إلى حيث مرقد الحقيقة ... فالعتق في امتي جحيم الرق السافل / المنحدر حيوانية كاسرة لا تعترف إلا بالاقتتال سبيلا إلى الحياة .. و الحياة لعبة روبيك فمن يتقن حل لغزها أسفا؟؟؟؟ ...
12 سنة عبودية هي بالكاد عمر قصير لرجل عانى ويلات الرق و استطاع ان يناهض و يناضل من اجل الدفاع عن ادمية البشر .. مات شهيدا فتخلد من اجل هذا المبدأ الشريف ..إنها قضية شخص واحد فما بال امتنا تصدعت حتى صار أمراؤها عملاء سريون ..
انتثر الراوي واقفا مما جال في خاطره و صرخ صامتا ..:
--- لقد كتب لامتنا هذا المصير و ستنتصر باسم جوهر الدين الذي يجب ان يحرر من ائمة الفتوى الماجورين شانهم شان الاقلام المأجورة و الافواه الضاجة بكل شعارات النفاق السياسي الفكري و الاجتماعي حتى الشفاه الحمر اللائي لا ينقطعن عن الزغاريد...
لاثغا انتفض الظل ظل جثة حمار مسجاة على قارعة الطريق حيث يقف الراوي متكئا على منسأته:
--- أهكذا إذا تم تفتيت أسباب الوحدة في الدين و اللغة و كل ما يشكل معتقدا مشتركا... التفتيك بالاصول معيار تقويم أية أداة بشرية تغلب شهوة الأنا على الانخراط في النحن و اجتراح أسلوب يكشف التبعية المطلقة التي لا فكاك منها إلا بتأميم ما سرق منا من مقدرات وطنية ....هي ذي العبودية الحقة قمة و قاعدة ... أيها العميل السري الذي انتصب نخاسا آلى على نفسه الا ان يمتص دمي الى ان لقيت حتفي مستنزفا من كل قيم قد تمنحني الاعتراف ككائن وجيه مكرم وجودا...
بطيئا التفت اليه الراويمصبرا اياه بقوله :
لقد مت غريبا في ارض سرق برسيمها بعد ان ابليت البلاء الحسن في توفير الطعام لاهل الارض الطيبين لكنهم لم يبكوك لانهم فقط ملاؤوا الفراغ الذي تركته و من ثمة صار الجميع بصبرك و اقوى ايها الحمار الذي يكلمني ظله...
واصل الظل حديثه و قد تلبسته الدهشة مما سمع :
لقد تزامن عرض فيلم 12 عاما عبودية قبيل اغتيال خاشقجي أفكلما وقع استدرار عنيف للدمع دمع المشاهدين كانت فرصة الاغتناء اكبر.. و رسالة السطو على ارواح الخصوم تبث كلمتها السرية بواسطة افلام هي النقيض المشترك في لحمة الرسالة الخفية و التي ينطوي عليها واقع الفيلم..بينما في الواجهة الأخرى حيث المشاهد العربي يتابع باهتمام بالغ قنوات الرقص و الغناء الماجن و أفلام الإباحية المثيرة للشهوات الحيوانية مخدرا منفصما عن روحه المغيبة يرهق نفسه في متابعة قنوات الشيطان المدمرة لكل أصيل تليد فيه اما وجه الغرابة تلك النخبة المثقفة الواهية فانها تنغمس في اثراء المباني الادبية.. المقاهي الفكرية المنتديات الثقافية و الصالونات المعرفية بما تجتهد فيه من أساليب الابداع الراقية و التي هي بعيدة عن هموم الشارع و الوطن و المصير ..
---أحسنت صيد الفائدة ايها الظل المتحدث برودة ميت في عداد التآكل واصل :
نعم بينما فئة أخرى تتصيد عورات الناس فتسجل كبواتهم الاجتماعية أو السياسية و تنزيلها في فيديوهات مدفوعة الثمن
لم يقم الحمار من مرقده ليلعن الراوي السليط .. فقط لأنه أصاب الرأي لما رأى أن الإنسان العربي ابن المرحلة قد سقط في أبشع شراك العبودية القاتلة الماحقة للأنفاس و التي ليس لها مثيل إنها عبودية التي بسببها فرت عنه الحضارة الرقمية بسنوات ضوئية
أما الظل فقد تابع عرض صوامت الحكايات هامسا:
--- إنها عبودية التطاحن و التذمر و الاكتئاب و الحروب الطائفية و المجاعة مجاعة البطن و الفرج و الفكر... مجاعة العقل و الروح .. إنها عبودية عن بعد تدار بأجهزة التحكم البشري أدواتها في ذلك و على شاشتها الكبرى المنقولة الدقة أثيريا رؤساء و ملوك عرب هم عملاء طواغيت لا سيادة لهم إلا ما أخذوه قسرا مما طفا في دماء الأحرار من قيم الرجولة و الأنفة و الغيرة و حرارة الهوية التليدة في العروبة و الدين و التاريخ ...
تفرق الجمع/ شخوص النص إلى حيث هوامش اللغو و العبث و أفكار جنيسة تتردد صداها في أعماقهم هي نفسها التي تهيم في وجدان قارئ النص نفسه كمسحة من غضب:
--- قتل الزنجي بشكل رحيم فغالبا ما كانت رصاصة الرحمة التي تنهي عذابات البحث أو مشنقة الخيار الأعنف كما ألف الناس أسلوب الإعدام آنئذ ابشع عقاب عرفته البشرية .. فلو كتب الله له قدرا آخر و سقط بين أيدي استخبارات عربية لنشر حيا بالمنشار اليدوي ..ما الفرق إذا بين من نادى بالحرية للجميع و رفع قضيته أمام محاكم الشمال الأمريكي عهدئذ فكانت النتيجة الموت المجهول و خاشقجي الذي يمثل موتا معلوما لجثة مجهولة ..خاشقجي الذي عارض بأسلوبه الإعلامي الأنيق نظام الحكم ففصل أشلاء وزعت على حقائب حمس عشرة لم تضبط كاميرات المراقبة وجهتها الأخيرة ..كل حقيبة ذرتها الرياح الأربع في اتجاهات ضالة ..
أين الجثة يتساءل شهداء الحرية و الكرامة الإنسانية؟؟؟ لقد صدقت القول يا ديكارت- فعندما يكون الشخص مكبلًا بالسلاسل الحديدية منذ طفولته، سيعتقد أن هذه السلاسل جزء من جسده، وأنه يحتاج إليها كي يتمكن من المشي. –
.مكبلون للسير إلى حيث مرقد الحقيقة ... فالعتق في امتي جحيم الرق السافل / المنحدر حيوانية كاسرة لا تعترف إلا بالاقتتال سبيلا إلى الحياة .. و الحياة لعبة روبيك فمن يتقن حل لغزها أسفا؟؟؟؟ ...
......
محمد القصبي
8/12/2018
اخريبكة
المغرب الاقصى
تعليقات
إرسال تعليق