لِقَاحُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقلم : حمدان حمودة

لِقَاحُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
*أَخْبَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ،قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِقَاحٌ وَهْيَ الّتِي أُغِيرَ عَلَيْهَا بِالغَابَةِ وَهْيَ عِشْرُونَ لَقْحَةً، وَكَانَتِ الّتِي يَعِيشُ بِهَا أَهْلُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُرَاحُ إِلَيْهِ كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِرْبَتَيْنِ عَظِيمتَيْنِ مِنْ لَبَنٍ، فَكَانَ فِيهَا لِقَاحٌ لَهَا غُزُرٌ: الحَنَّاءُ وَالسَّمْرَاءُ وَالعَرِيسُ وَالسَّعْدِيَّةُ وَالبَغُومُ وَاليَسِيرَةُ وَالدَّبَّاءُ.
*وَأَخْبَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: وَكَان عَيْشُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّبَنَ أَوْ قَالَتْ: أكْثَرُ عَيْشِنَا، كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِقَاحٌ بِالغَابَةِ، كَانَ قَدْ فَرّقَهَا عَلَى نِسَائِهِ، فَكَانَتْ لِي مِنْهَا لَقْحَةٌ تُدْعَى العَرِيسَ وَكُنَّا مِنْهَا فِيمَا شِئْنَا مِنَ اللَّبَنِ وَكَانَتْ لِعَائِشَةَ لَقْحَةٌ، تُدْعَى السَّمْرَاءَ، غَزِيرَةٌ، وَلَمْ تَكُنْ كَلَقْحَتِي، فَقَرَّبَ رَاعِيهِنَّ اللِّقَاحَ إِلَى مَرْعَى بِنَاحِيَةِ الجُوَانِيَّةِ، فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا فَنُؤْتَى بِهِمَا فَتُحْلَبَانِ فَتُوجَدُ لَقْحَتُهُ، تَعْنِي النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَغْزَرَ مِنْهَا بِمِثْلِ لَبَنِهَا أَوْ أكْثَرَ.
*وَأَخْبَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ ثَابِتٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: أَهْدَى الضَّحَّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الكِلَابِيُّ لِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقْحَةً تُدْعَى بُرْدَةَ لَمْ أَرَ مِنَ الإِبِلِ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا وَتَحْلِبُ مَا تَحْلِبُ لَقْحَتَانِ غَزِيرَتَانِ، فَكَانَتْ تَرُوحُ عَلَى أَبْيَاتِنَا يَرْعَاهَا هِنْدُ وَأَسْمَاءُ يَعْتَقِبَانِهَا بِأُحُدٍ مَرّةً وَبِالجَمَّاءِ مَرًّةً، ثُمَّ يَأْوِي بِهَا إِلَى مَنْزِلِنَا، مَعَهُ مِلْءُ ثَوْبِهِ مِمَّا يَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرِ وَمَا يَهُشُّ مِنَ الشّجَرِ، فَتَبِيتُ فِي عَلَفٍ حَتَّى الصَّبَاحِ، فَرُبَّمَا حَلَبَتْ عَلَى أَضْيَافِهِ فَيَشْرَبُونَ حَتَّى يَنْهَلُوا غَبُوقًا وَيُفَرَّقُ عَلَيْنَا، بَعْدُ، مَا فَضَلَ، وَحِلَابُهَا، صَبُوحًا، حَسَنٌ.
*وَأَخْبَرَ محُمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبْعُ لِقَاحٍ تَكُونُ بِذِي الجُدُرِ وَتَكُونُ بِالجَمَّاءِ، فَكَانَ لَبَنُهَا يَؤُوبُ إلَيْنَا: لَقْحَةٌ تُدْعَى مُهْرَةَ ولَقْحَةٌ تُدْعَى الشَّقْرَاءَ وَلَقْحَةٌ تُدْعَى الدَّبَّاءَ، فكانَتْ مُهْرَةُ أَرْسَلَ بِهَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِنْ نَعَمِ بَنِي عَقِيلٍ وَكَانَتْ غَزِيرَةً، وَكَانَتِ الشَّقْرَاءُ وَالدَّبَّاءُ ابْتَاعَهُمَا بِسُوقِ النَّبَطِ مِنْ بَنِي عامِرٍ، وَكَانَتْ بُرْدَةُ وَالسَّمْرَاءُ وَالعَرِيسُ وَاليَسِيرَةُ وَالحَنَّاءُ يُحْلَبْنَ وَيُرَاحُ إِلَيْهِ بِلَبَنِهِنَّ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَكَانَ فِيهَا غُلَامُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسَارٌ، فَقَتَلُوهُ.
*وَأَخْبَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ، قَالَ: لَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَأْتِهِ لَبَنُ لِقَاحِهِ، قالَ: عَطَّشَ اللهُ مَنْ عَطَّشَ آلَ مُحَمَّدٍ‏.‏ 
حمدان حمّودة الوصيّف 
من كتابي : مع الحبيب المصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى