** ( الخنساء ) **الشاعر : صالح احمد القاسمي
** ( الخنساء ) **
قصيدة معارضة لقصيدة الصحابية الجليلة (تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية) كنيتها ( الخنساء ) التي قالتها في رثاء أخوها ( صخر )
قُتل أخوها (معاوية ) أيام الجاهلية فقام أخوه (صخر ) بأخذ ثأره لكنه أصيب بطعنة، ثم مات فحزنت وعميت من شدة البكاء، وكان أكثر مراثيها فيه بسبب صلاته الحميمة وعطفه عليها وإيثارها بما لديه من مال على نفسه وأهله ، مما عمّق محبته في قلبها .
و مما قالت فيه :
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
امْ ذرَّفتْ اذْ خلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
* * *
قدْ كانَ فيكمْ ابو عمرٍو يسودكمُ
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ
أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في ارضٍ وَانْ رتعتْ
فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ
يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني
صخرٌ وَللدَّهرِ احلاءٌ وَامرارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ
وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا
وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ
وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ
كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ
وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ
حَمّالُ ألوِيَة ٍ هَبّاطُ أودِيَة ٍ
شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ
معارضتي لقصيدة الصحابية والشاعرة المذكورة :
الشِعرُ في حضرةِ ( الخنساءَ ) يحتارُ
لشِعرِها في صميمِ الروحِ إكبارُ
البوحُ مِن بوحِها أبدا تلعثمهُ
كأنما جاءهُ صعقٌ وإعصارُ
فشِعرُها سَيّدُ الأشعارِ مفخرةٌ
دنتْ لهُ في رحابِ الفخرِ أشعارُ
والحرفُ يأتي كنهرٍ في تدفقِهِ
كأنهُ عارضٌ آتٍ وأمطارُ
كزهرةٍ مِن خدودِ الوردِ يجلبُها
ريمُ الفلا وأتتْ باللحنِ أوتارُ
لكن سأدلو بدلوي إن همى قلمي
أو انتضاني لهُ عزمٌ وإصرارُ
أرجوكَ يا هجسي المخنوقَ تُسعفني
هل يأتني مِن سماكَ اليومَ أقمارُ ؟
* * *
( خنساءُ ) هذا جمالُ الحرفِ يأسرني
رغمَ إنني في بحورِ الشعرِ بَحّارُ
فلتعذريني إذا ما كنتِ قارئتي
ولتقبلي إن أتى في الحرفِ أعذارُ
فحالُنا صارَ ممراضٌ بهِ ألمٌ
رمتْ بِنا في ثنايا الضعفِ أقدارُ
لا ( صخرُ ) فينا ولا عِلمٌ يضيءُ لنا
دربَ الهُدى لم نعُدْ للمجدِ عُمّارُ
بلِ اختلفنا ، صراعُ البينِ أركسَنا
في حُفرةٍ إننا للعِزِّ قُبّارُ
وغابةُ البؤسِ حيرى مِن تفَرّقِنا
نُسقى شتاتٌ وتهجيرٌ وإهدارُ
والأُمةُ اليومَ صرعى في تكلّسِها
وبأسُها في حوافِ الموتِ ينهارُ
إذْ نالَها مِن دِنوّ الخوفِ مسغبةٌ
هوتْ بها في حضيضِ الوحلِ أقذارُ
* * *
تَفَرّقَ الجمعُ يا (خنسا) أحاطَ بِهم
موجٌ شديدٌ وطوفانٌ ودَوّارُ
وأُمّتي في ضروبِ الجهلِ جاثمةً
نأتْ بها عن رياضِ السُعدِ أوزارُ
(صخرٌ) مضى وصخوري باتَ يسكنُها
ذِلٌّ وفقرٌ وأوجاعٌ وأضرارُ
أيا (تماضرُ) صخري قارعتهُ قوىً
أتى بها في نعوشِ الغَيِّ حَمّارُ
قتلتهُ قبل ميلادي على جسدي
وكفّنَتهُ بثوبِ اليأسِ أخطارُ
أيا (تماضرُ) صخري ماتَ في عضُدي
واراهُ بينَ همومِ النفسِ غَدّارُ
إن ماتَ صخركِ صخري ما أتى أبداً
ولا لهُ في فِناءِ القصرِ أخبارُ
فلتكتبي في ضريحي إن أتى أجلي
أحزانُ قلبي على الأوطانِ أنهارُ
اليمن ، صنعاء 7 مارس 2018 م
الشاعر : صالح احمد القاسمي
تعليقات
إرسال تعليق