(حادثة أول أمس)مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي


(حادثة أول أمس)
*******
حسبتْ كريمةُ أنَّ قلبي قد بعدْ....لا والذي رفعَ السماءَ بلاعَمَدْ 
لم أنسها يوماً فكم أنا تائقٌ .... إلى وُدِّها والقلبُ قلبي قد وعدْ
والشوقُ أضناهُ فأمسى غافلاً.. .. أعمىً أصمَّ فلم يرَ أيَّ أحدْ 
ذهبتْ بهِ الأشواقُ حتى إنَّهُ.....أمسى صريعاً قبلَ أفدنةِ البلدْ 
*******
والحمدُ للهِ الذي منهُ المَدَد.. .. ألْطافُهُ أنجتْ حياتي من الكسدْ 
قد كنتُ في عجلٍ أسيرُ عشيَّةً..... وسرحتُ في أفقِ الخيالِ بلاعمدْ 
فصدمتُ نفسي لم يصادمْني بشر......وكدمتُ جسمي ما تكدَّمَ من أحدْ 
وتبعثرتْ أوراقُنا وسطَ الطريقِ وكلُّ غالٍ من متاعي قد فُقدْ 
وتكسَّرتْ أدواتُنا وتورَّمتْ..... .أقدامُنا والدمُّ سالَ بلا ضمدْ 
والهاتفُ المحمولُ أمسى كأنَّهُ.......طفلٌ عليهِ أطالَ دَقَّا بالوتدْ
فتهشَّمَ المحمولُ أشبهَ خُرْدةً.......وتصدَّعتْ أجزاؤُهُ حتَّى فسَدْ 
وتساقطتْ عبراتُنا من هولِها... ..هولِ المصيبةِ والتفاجُيءِ والنكدْ
أصلحتُ حالي واتجهتُ مُعاوداً...... إلى بيتِ أهلى في خمولٍ 
منفردْ 
ودخلتُ بيتي صامتاً لم أنطقَنْ.... إلا السلامَ وغيرَ هذا لم أزدْ 
قالوا صمتَّ ولم تكن لكَ عادةٌ......هذا السكوتُ لماذا صوتُكَ قد فُقدْ 
واصفرَّ وجهُكَ ما جرى فأجبتُها......أينَ الصفارُ فإنني مثلُ الأسدْ 
قامتْ تُعدُّ عشائنا أُمُّ العيالِ ولم أزلْ متأوِّهاً مما أجدْ 
سمعتني قالتْ ما بكم قلتُ ألم ...... قالتْ قضاءٌ قل هوَ اللهُ أحدْ
رأت القميص َمُمزَّقاً لم تصطبرْ.........صاحتْ بأعلى صوتِها هذا الهددْ 
وتلفَّتتْ فإذا الموبايلُ مُنهشم........ جعلتْ تُولولُ ويلتي أينَ السندْ 
ماذا تبقَّى لم أرهْ مُتكسِّراً......قلتُ الفتى وعظامُهُ أُمَّ الولدْ 
قالت كسورُكَ والجروحُ ستنتهي....... أما الخسائرُ جُرحُها يبقى الأبدْ
قلتُ اصبري هذا قضاءٌ وقدرْ..... ومصائبُ الأحياءِ من هذا أشدْ 
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى