لحظة الوداع--- د فواز عبدالرحمن البشير
لحظة الوداع
كَلَّ اللِسَان ُوضَاقَ الصَدرُ من أَلَمٍ
باللهِ قل لي: إذا ما غِبتَ ما العملُ ؟
دمعي يَسيل ُوقلبي باتَ مُنقَبِضَا ً
وفي ضلوعي جَوىً ما عادَ يُحتَمَل ُ
والروحُ مَزَّقَهَا حُزنٌ وأَرَّقَهَا ،
كَيفَ السُكُونُ وأَهل ُالحَيِّ قد رَحَلَوا
ما أَصعَبَ العَيشَ لمَّا سِرت َمُرتَحِلا ً
ضَاعَ الأَنيسُ وَضَاقَت بالفتى السُبلُ
العَينُ تَبكي وَخَلفَ الدَمع ِأَسئلة ٌ
والجَفن ُصَار َبليلِ البؤس ِيَكتَحِلُ
يا خَفقَةَ القلبِ زِدتِ اليومَ من وجعي
والضَعفُ أرهقني والبينُ والعللُ
خِفّي عَلَيَّ فإنّي اليوم َفي جَزَع ٍ
ضَاع َالأَمَان ُوَضَاعَ الحُلمُ والأَمَل ُ
فذي دُمُوعي على الخدَّينِ جارية ٌ
وهيكلي مُدنَفٌ قد شَفَّهُ الهَزلُ
وذي عيوني تُجيل ُالطَرفَ باحثةً
علَّ الأحبَّةَ عن هجرانِهم عَدَلوا
سارَت مَرَاكِبُهم والدَربُ ضَيَّعَهم
يا ليتَهم ما مَضَوا يوما ًولا رَحَلوا
خَلفَ الجبالِ غَدَت تسري بهم سٌفنٌ
كَأنَّمَا في فَنَاها الرُوحُ تُشتَمَلُ
فَهَا أَنَا في جَحيم ِالبُعدِ مُحتَرِقٌ
يغتالُني في النوى الإفلاسُ والمللُ
فَيَا نَسَيمَ الصَبا بَلّغ أحبَّتنا
عن شَوقِنا لَهَمُ إن مرَّة ًسَأَلوا
هذي حَيَاتي بِكِم تَحلِو مَطَالِعُها
كأنَّها البَدرُ حِينَ البَدرُ يَكتَمِلُ
ودونَكُم عَلقَمٌ يَنسَابُ في رئتي
فَهَل تُطِيقُ مَرَارَ البُعدِ يا رَجُلُ
يا ربِّ لاتتركِ المهمومَ في قلقٍ
حَار َالبَيَانُ وتاهَت قَبلَهُ الجُمَل ُ
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق