في العفو والصلح وكظم الغيظ

من كتاب
المُسْتَطْرَفْ في كل فن مُسْتَطْرَف
الباب السادس والثلاثون
في العفو والصلح وكظم الغيظ
يقول الأبشيهي : قد ندب الله عزَّ وجلَّ نبيه (ص) إلى الصفح والعفو بقوله تعالى : "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيْل"، سورة الحجر ص: 85، قيل هو الرِّضا بلا عَتَبْ، وقال تعالى: " خُذِ العَفْوَ وأَمُرْ بالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِيْنْ "، سورة الأعراف 199 ، وقال تعالى: " والْكَاظِمِيْنَ الغَيظَ والعَافِينَ عَنِ النَّاسِ والله يُحِبُّ المُحسِنين"، آل عِمران 134، وقال تعالى: وَلِمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ "سورة الشُّورى 43، إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"آل عمران 186.
وعن أَنسِ بن مالك (ض) قال: قال رسول الله (ص): رأيتُ قُصوراً مشرفةً على الجنة، فقلتُ يا جبريلُ لمن هذه؟ قال للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وقال معاذ بن جبل(ض): لَمَّا بعَثَني رسولُ الله (ص) إلى اليمن، قال: مازال جبريل عليه السلام يوصيني بالعفو ، فلولا علمي بالله لظننتُ أَنَّهُ يوصيني بترك الحدود، وقال الحسن بن أبي الحسن: إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ: من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا العافون عن الناس، وتلا قولهِ تعالى: " فَمَن عَفَى وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ على الله" الشورى40، وقال علي كرم الله وجهه: أوْلَى الناس بالعفِ أقدرهم على العقوبة"ـ وكان المأمون رحمه الله تعالى يُحبُّ العفوَ ويُثْرُهُ ، ويقول: حُبِّبَ إلَيَّ العفوُ حتى أني أخافُ أنْ لا أُثابَ عليه .
فليقرأ من يقرأ وليستوعب ما يقرأ ، فإن قراءتك لموضوع العفو شاهد عليك إن لم تعمل به بوركتم و جزيتم عند الله عنا وعنكم خيرا، .
مع تحياتي: موسى حمدان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى