في نزال الذاتِ أعدو --الشاعر القدير حسين جبارة تموز 2017
في نزال الذاتِ أعدو
--------------------
أيُّ عجزِ شفَّ عودي فبراني
للعوادي قد رماني فالهوانِ
حينَ عانيتُ اعتداءً فاقَ حجمي
رحتُ أسعى مستغيثاً بالزؤانِ
مستغيثاً بقريبٍ ومعينٍ
يا مُعيناً يكتسي ثوبَ المُعانِ
يا قريباً مستكيناً في قصورٍ
كم خلا من شوكةٍ أو من كيانِ
أيُّ عجزٍ شفَّ أوطانَ الموالي
دكَّ حكْماً هزَّ أكتافَ السمانِ
ما اعتمدتُ الذاتَ درباً أعتليها
ما امتطيتُ السرجَ من فوقِ الحصانِ
باعتمادِ الغيرِ حلّاً ذقتُ زيفاً
وارتضيتُ الوهمَ أشباحَ الأماني
"عنترٌ" ما قامَ مِن لحدٍ لأجلي
خالدٌ ما جاءَ يرمي بالسنانِ
أمَمٌ نادتْ بحقٍّ وتساوٍ
باتتِ المُنْقادَ خوّارَ العنانِ
لُغةُ القُوّةِ سادت في النوادي
في رواقٍ صاغَ عدلاً للزّمانِ
موقفُ الأستاذِ ألوانٌ وجورٌ
فضّلَ المُحتلَّ في قهر المُعاني
نبرةٌ صاغتْ خطاباً زئبقيّاً
قد رأى الإرهابَ في السّبعِ المثاني
يحسبُ المنزوعَ بيتٍ شاءَ شرّاً
حينَ يشكو سالباً طيبَ الخِوانِ
يحسبُ القابعَ في جوعٍ وعُرْيٍ
يملِكُ التحريرَ في نجوى المُهانِ
منطقُ القوةِ يوماً ما توارى
ملكُ الغاباتِ يطغى بالطّعانِ
يُطلقُ المضمونَ يدعو للتّآخي
يطلبُ الإذعانَ مرهونَ البنانِ
يشرحُ القانونَ تطويعَ اشتهاءٍ
يَحرفُ التطبيقَ يودي بالأمانِ
لستُ شرعاً في حسابِ الغابِ دوماً
بتُّ شرّاً عندَ عقدي للقرانِ
وغريباً سوفَ أبقى في بلادي
قد مُنِعتُ الطفلَ من قبلِ الختانِ
أيُّ عجزٍ شفَّ عزمي هدَّ بأسي
بالتعاطي عادَ يُدمي والدّنانِ
لحسانٍ في الملاهي قامَ يمشي
يُسرفُ النَّعماءَ في حضنِ الغواني
بالوصايا كافراً قبل النواهي
راحَ يسعى في متاهاتِ الرّهانِ
أستفيقُ الآنَ من ضعفٍ تمادى
استردُّ العزمَ في عزفِ البيانِ
في نزال الذّاتِ أعدو مستهمّاً
باعتمادي للأيادي والجنانِ
باعتقادي والتحامي بانتمائي
أركبُ الغبراءَ ارتادُ التفاني
حسين جبارة تموز 2017
تعليقات
إرسال تعليق