(ضيفٌ عزيزٌ) الشاعر / مدحت عبدالعليم الجابوصي
(ضيفٌ عزيزٌ)
ولَّى عزيزُ الدارِ دونَ تريُّثٍ.....مُتعجِّلاً باللهِ مالكَ قلْ لي
ضيفٌ كريمُ النفسِ صاحبُ أُنفةٍ.....لم يرضَ يوماً بالمُقامِ بِذُلِّ
الناسُ تطلبُهُ وليسَ بطالبٍ.....للعالمينَ فإنهُ ذو دُلِّ
سرعانَ ما طلبَ الرحيلَ ولم يقمْ.....لم أشبعنْ من مُكثِهِ بمحلِّي
كم كانَ يهوى للقرانِ وللدُّعا.....لاسيَّما في ساعةٍ بالليلِ
وأراهُ يهوى كلَّ عبدٍ قائمٍ.....مُتقرِّبٍ في عشْرِهِ بالنفْلِ
ويُحبُّ من يُحيي الظلامَ بليلِهِ......لكنَّني من أمرِهِ في جهلِ
قصَّرتُ في حقِّ الضيافةِ لم أقمْ......بتلاوةٍ وتهجُّدٍ أو بذْلِ
بل كنتُ عن هذا الكريمِ بغفلةٍ.....مُتلاهياً بزراعةٍ أو أهلي
مُتثاقلاً عن كلِّ فعلٍ طيِّبٍ......مُتنائياً بالوارداتِ وشغْلي
ويُحبُّ هذا الضيفُ في أحبابِهِ......أنْ يُشركوا الأهلينَ كلَّ الفضلِ
رحمَ الإلهُ لكلِّ عبدٍ قائمٍ......صلَّى بليلٍ تائقاً للَّيلِ
للأهلِ أيقظَ إن أبتْ نضحَ الميا......هَ بوجهِها حتى تقومَ تُصلِّي
بالمثلِ يرحمُ من أقامتْ زوجها......نضحاً بماءٍ ذاكَ أمثلُ حلِّ
ياليلةَ القدرِ الفضيلةَ أقبلي......هلَّا دنوتِ من الفتى ذي الختلِ
لم يبقَ لي غيرُ الرجا ومحبتي......مالي لغيرِ محبتي من طَوْلِ
إن أقبلَ الساداتُ ساداتُ الورى.....وبقيتُ كالكسلانِ رهنَ محلِّي
ذا من هوى نفسي وسوءِ سريرتي......وتخبُّطي وسطَ الظلامِ وجهلي
فاعفُ عن المغبونِ واشرحْ صدرهُ........للصالحاتِ فأنتَ أهلُ الفضلِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي
تعليقات
إرسال تعليق