(رثاء الحاج/ عبدالجواد الجابوصي) الشاعر مدحت عبدالعليم الجابوصي
(رثاء الحاج/
عبدالجواد الجابوصي)
فقدُ الأكابرِ من بني الإنسانِ....مُدْمِ الصدورِ ومُورثُ الأشجانِ
فابكِ فؤادي على فراقِ أحبتي....واطلبْ لهم عفْواً من الرحمنِ
وانثرْ لهم قلمي الجسورُ مَفَاخراً.....يشدو بها في الخلقِ كُلُّ لسانِ
عَلِّي أردُّ حقوقَ من حازوا العلا ....وأسُدُّ ديني شاكرَ الإحسانِ
قد بتُّ مُغْتَمَّاً وتبكي نواظري.....من صرفِ حزنٍ قد أذابَ جناني
ماتَ الهُمامُ ابنُ الهُمامِ ابنِ الندى.....ابنِ العلاءِ السابقُ الأقرانِ
حامي الديارِ وإنْ تكلَّمَ كلمةً.....أغنتْ عن الخُطبِ الذواتِ مَعانِ
رجلٌ لكُلِّ مُلمَّةٍ قد أقبلتْ.....من كلِّ مجدٍ ماسكٌ بعنانِ
لم يقعدنْ على غصَّةٍ لكنْ مضى....وفؤادُهُ مشروحُ بالإيمانِ
قد كنتَ في أرضِ الهجينِ منارةً....للضيفِ كنتَ وكنتَ يومَ رهانِ
ومضيتَ في دربِ الصراحةِ لم تقلْ.... إفْكاً ولم تجزعْ بدارِ هوانِ
عزَّيتُ نفسي والقرابةَ والألى ....عرفوكَ من صحبٍ ومن جيرانِ
أربوعَ أرضي بل معالمَ قريتي.....بكِّي العيونَ بكلِّ دمعٍ قانِ
واستمطري رحماتِ ربكِ واذكري.....شهماً فريداً راجحَ الميزانِ
قد كنتَ مبروكاً بظلكَ قد جرى.....خيرٌ ويمنٌ سلْ شهودَ عيانِ
قد ماتتْ الأغنامُ بعدكَ حسرةً.....حُزناً عليكَ همامَ كلِّ زمانِ
باعوها بيعَ نسيئةٍ خوفاً على......فقدِ البواقي دونما أثمانِ
رجلٌ يسدُّ مكانَ ألفٍ في الورى....والألفُ عنهُ يبوءُ بالخسرانِ
أرهبتَ كلَّ مُذبذبٍ فرأيتُهُ......يمضي بلا عوجٍ كما القرآنِ
ونصرتَ كلَّ مُيمِّمٍ فتركتَهُ..... في فرحةٍ كالطائرِ النشوانِ
وإذا النوائبُ أرجفتْ يوماً فتىً.....ثبتَّهُ في الحالِ دونَ توانِ
ووقفتَ جانبَهُ وكنتَ أمانَهُ..... في فزعةٍ وترقُّبِ النيرانِ
واليومَ تمضي تاركاً دنيا الورى.....بعدَ الثمانينَ التي كثوانِ
وكأنَّ عيشَكَ في الحياةِ سويعةٌ......ثمَّ انطلقتَ مفارقَ الأوطانِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي
ربما تحتوي الصورة على: 2 شخصان، وأشخاص يجلسون
تعليقات
إرسال تعليق