(تذكَّرْ) الشاعر مدحت عبدالعليم الجابوصي

(تذكَّرْ)

أهلَ القصورِ الزاهيةْ....الشاهقاتِ العاليةْ

والسلطاتِ الساميةْْ.....بينَ الورى مُدوِّيةْ

والتجاراتِ الجاريةْ.....أرباحُها متراميةْ

والمركباتِ الراقيةْ.....كالبرقِ تمضي ساريةْ

أينَ القرونُ الماضيةْ....لم تبقَ منهم باقيةْ 

القبرُ ضمَّ عظامَهم.....بعد الهنا والعافيةْ 

لم يلبثوا سوى ساعةٍ. .. تركوا الحياةَ الفانيةْ 

ولَّوا إلى دارِ البقا....صاروا عظاماً باليةْ 

وهمُ العزازُ بنو العزا....زِ أولوا الكؤوسِ الصافيةْ

ماتَ الجميعُ كأنَّهم.....ما عاشوا فيها ثانيةْ 

كم من ملوكٍ أفزعوا......أهلَ القرى والباديةْ 

دارَ الزمانُ عليهمُ.......بعدَ الحياةِ الهانيةْ 

أينَ الأُلى ملكوا الدُّنا.....في عزَّةٍ متناهيةْ

أينَ بنو عبَّادَ أمْ.. .. بنو بُرْمكٍ ومعاويةْ 

أينَ بنو عثمانَ أي.....نَ أخو الفتوحِ عماديهْ 

من عاشَ ماتَ ومن يمتْ....دخلَ الحياةَ الثانيةْ 

تركَ العيالَ وما أصا......بَ من الحياةِ مُجافيَهْ 

لم يبقَ غيرُ الصالحا.....تِ وسجدةٍ مُواتيةْ 

ما بالُ قلبي تائهٌ..... غرَّتهُ دنيا فانيةْ 

لو يعلمُ القلبُ الجمو.... حُ بما عليَّ وما ليَهْ 

لانقادَ للهِ الذي....سوَّى العظامَ إلهِيَهْ 

فالشهرُ ولَّى وانقضى.....والسيئاتُ كما هيَهْ 

والأتقياءُ تسابقوا......وبقيتُ عندَ مكانيَهْ

مدحت عبدالعليم الجابوصي