(رمضان على الأبواب) للشاعر المبدع مدحت عبدالعليم الجابوصي
(رمضان على الأبواب)
قفا حدِّثاني عن أُناسٍ تطلَّعوا.... إلى ساحةِ الرضوانِ والجدَّ أزمعوا
أولئك ساداتُ المفاخرِ في الدُّنا.... وأهلُ المعالي للسفاسفِ ودَّعوا
وقد أدلجوا بالسيرِ حتَّى توسَّطتْ....مطِيُّهُمُ أرضَ السرورِ وأسرعوا
تجشَّمَ هذا الركبُ أهوالَ رحلةٍ....ولكنَّهم في المكرماتِ تربَّعُوا
ففي صدرِهِم ذكرٌ كريمٌ وسنَّةٌ.... وفي قلبِهِم خوفٌ وفي العينِ أدمُعُ
وفي وجهِهِم صدقٌ وفي القولِ حكمَةٌ.....وفي النفسِ منهم والفؤادِ تورُّعُ
وفي دربِهِم نورٌ وفي سمتِهم هُدىً....وفي قيلِهِم حقٌّ يُنيرُ ويلمَعُ
ِوفي ذكرِهِم فخرٌ وفي علمِهِم تُقىً.....وفي وصفِهِم تحلو القوافي وتنصعُ
أُحبُّ أُولاءِ القومِ لوكنتُ دونَهم....وحبُّ أُولاءِ القومِ للمرءِ ينفعُ
فخذْ دربَهم واتركْ عداهُ فدونَهُ.....عسيرٌ بهِ دركُ الشقاءِ ومضيَعُ
وإنْ قلتُ في أهلِ الصراطِ قصيدةً.....رأيتُ بني الأهواءِ منها تفجَّعوا
فما هو إلا أنْ أطوفَ بنهجِهِم.....فأنقلَ مِمَّا أحدثوهُ وأبدعوا
تُساءُ وجوهُ البغيِ والحقُّ ظاهرٌ.... وإنْ سيءَ أهلُ البغيِ منهُ وجُزِّعُوا
وما الحقُّ إلا في اتِّباعِ مُحمَّدٍ.....ونهجِ الصحابِ الغرِّ لو كنتَ تسمعُ
وما العلمُ إلا تقوى ربِّي وخوفُهُ......فكلُّ تقيٍّ للعُلُومِ مُجَمِّعُ
وخيرُ علومِ المرءِ علمٌ بربِّهِ......فأكرمْ بقومٍ حصَّلوهُ ودافعوا
أُناشدُ ربي أنْ يجودَ بفضلِهِ.....على عبدِهِ العاصي بعلمٍ ويودِعُ
وأنْ يقبلَ الشكوى ويغفرَ زلتي.....ويجعلَني ممن ينيبُ ويرجعُ
أتانا من الأيامِ شهرٌ مباركٌ......وذا نفحةُ الباري وفضلٌ مُوَسَّعُ
وقد كتبَ الرحمنُ صومَ نهارِهِ.....على أُمَّةِ المختارِ والصومُ أنفعُ
وقد ندبَ الهادي جميعَ مُحبِّهِ.... إلى أنْ يقوموا في الليالي ليُرفعوا
مدارُ عباداتِ الخلائقِ فاسمعوا......كما عدَّ أهلُ العلمِ بالشهرِ أربعُ
صيامٌ قيامٌ والدعاءُ تصدُّقٌ....فلا تغفلنْ عنها لعلكَ تُرفعُ
فصومُكَ أتممهُ وجاذرْ من الخنى....ومن قولِ زورٍ للصيامِ يضيِّعُ
ودارسْ كتابَ اللهِ وافهم مرادهُ.....ورتِّلهُ فالترتيلُ أجرٌ مُشفَّعُ
وحافظ على الأوقات ِ واعجبْ لصائمٍ....يصومُ ولم يركعْ ويسجدْ أيخشَعُ
وأعجبُ منهُ من أضاعَ صيامَهُ......ويفطرُ في شهرِ الصيامِ ويخدعُ
ومن صامَ عن أكلِ الحلالِ ولم يصمْ.....عن السحتِ للنفسِ.الأثيمةِ يخدعُ
ومن صامَ عن فرحٍ حلالٍ وطيبٍ.....وراحَ إلى المحظورِ يلهو ويرتعُ
أُولاءِ بغاةُ الشرِّ في شهرِ صومنا.......ألا أقصروا أهلَ البوارِ وأقلعوا
فما هي إلا ساعةٌ بعدَ ساعةٍ.......وعمَّا قريبٍ كلُّ حيٍّ سيرجعُ
مدحت عبدالعليم الجابوصي
تعليقات
إرسال تعليق