الأديب والناقد علي البدر والتحليل النقدي لقصة " ألنمور في اليوم العاشر" لزكريا تامر

علي البدر والتحليل النقدي لقصة " النمور في اليوم العاشر" لزكريا تامر
1) التحليل النقدي:
وأنا أتفحص مفاصل السرد، تذكرت موقفاً مع أحد طلابي الذي كان يصغي إليَّ بتركيز، عندما استعرضتُ تصرفات بعض الحكام في استغلالهم شعوبهم باعتمادهم على سياسة التجويع وخلق الأزمات المفتعلة لجعل المواطن يلهث ليل نهار من أجل توفير متطلبات العيش الكريم لعائلته، فقلت وقد لاحظ أحدُهُم مقدار الثورة التي في أعماقي. أجل.. أَجِعْ كَلْبَكَ يُطِعْكَ. وهنا نهض متحمساً وكأن بركانا يتفجر في أعماقه: عفوك يا استاذ. أجِعْ كِلبَك يأكلك. كانت ذراعه اليمنى مرفوعةً وهو يشير بإصبعه بحماس ثم جلس صامتاً. وحسب معطيات السرد المتناغمة مع عتبته وأيضاً النتيجة التي أوصلنا إليها الكاتب، لابد لي من تحريف القول إلى: أجع نِمرَكَ يأكلك، فالنمر في النهاية لن يبقى نمرا،ً كما سنرى. 
وبذكاء استعمل القاص النمر كسيمياء symbol تكسوها هالة من الكبرياء والشموخ واستطاع باستدراج حواري dialogue، قُطِعَ أحيانا بحوار داخلي مع النفس monologue ، بعيد عن تعقيدات السرد القصصي، أن يوصلنا الى الترويض التام للنمر. ولاضير من إكسابه الصفة البشرية ضمن عملية أنسنة personification رائعة. ولكي لا تحدث ردة الفعل إثناء عملية التجويع، يباشر اصحاب القرار بخلق حاجز نفسي يساهم في التعجيل في زرع مشاعر الذل والمهانة والخنوع ويصبح الحاكم " ربكم الأعلى". وفي الماضي كان الحاكم هو الإله أو نائب الإله ليتمتع بالقوة المادية والنفسية وها إن التأريخ يعيد نفسه ولكن بأسلوب أكثر شراسة وقسوة. وبدايته هي عزل الشعب وخلق سجن كبير بلا أسوار. وضمن غريزة البقاء ، تكون لقمة الخبز هي العامل الحاسم في بقاء الإنسان، وعليه يخلق المتسلط وسائله التنفيذية المرتبطة به، والتي تسير ضمن تعليماته و " إذا أردتم حقاً أن تتعلمو مهنتي، مهنة الترويض، عليكم أن لا تنسوا في أية لحظة أن معدة خصمكم هدفكم الأول وسترون أنها مهنة صعبة وسهلة في إن واحد...."
وتبدأ عملية الإستهزاء واستصغار النمر بسؤال تهكمي: " كيف حال ضيفنا العزيز؟
وبالتأكيد إن السائل يعرف أن نمره جائعٌ" أحضر لي ما آكله. فقد حان وقت طعامي.”. ويأتي الرد من المروض " أتأمرني وأنت سجيني؟ يالك من نمر مضحك!". ثم يستمر بترسيخ قوته وجبروته لإضعاف ردة فعل النمر وكسر شوكته ..." عليك أن تدرك أني الوحيد الذي يحق له هنا إصدار الأوامر." . ويستمر النمر بزهوه : " لا أحد يأمر النمور. لن أكون عبداً لأحد." ونلاحظ أن المروض لا يتحدث كرد فعل عفوي وإنما عن حنكة ودراية نتجت من تدريب مدروس للوصول الى الهدف النهائي الذي هو الترويض. والترويض: " مهنة صعبة وسهلة في آن واحد..". وقد يبدو هذا المنطق غريباً. أجل كيف تكمن السهولة في برنامج صعب، لترويض عشرات بل مئات الملايين الذين يمتازون باعتداد بالنفس؟ ألا يبدو هذا الأمر متناقضاً؟ ولحل هذا الإشكال نقول إن الخصم وهو ابن الشعب المحاط بجو إرهابي يجعله بمرور الوقت خائفاً. والخوفfear هو تهديد البيئه للفرد، وإن استمر المحيط بسحب الأمان من الفرد فأنه يتحول إلى قلق worry ، وهو خوف مستمر أي تهديد البيئة المستمر. والقلق يؤدي الى استنفاذ الطاقة العصبية التي تُضْعِفُ بِدَورها مقاومة الفرد وتسحب منه ثقته بالنفس ليصبح بالتالي سلبي خانع وسهل الإنقياد، في وطن عبارة عن سجن كبير.
والزهو الذي يشعر به النمر، ما هو إلا نتاج لتلك الدائرة من الحيوانات الأضعف منه التي تحيطه وبنفس الوقت تفر هاربة منه حيث يتعاظم زهوه وجبروته، ولهذا السبب تم عزله عن بيئته من أجل إشعاره بالضعف والوحدة والغربة حيث يعمقها الجوع وصعوبة الحصول على لقمة العيش ومبدأ: "الرأس المرفوع لا يشبع معدة فارغة"، مبدأ غاية في الخطورة حيث يتوجب الخضوع وتنكيس الرأس وانحناء الظهر، من أجل الحصول على لقمة العيش. والمجتمعات ذات الحكم الشمولي ينطبق عليها قانون البقاء للأقوى وللأصلح، وهذا المبدأ الداروني Charles Darwin يطبق على بيئة الغابة أي على الحيوانات، وقد تمَّ توظيفه لتطبيقه على المجتمع الإنساني.
وبما أن جوع النمر أو إحساسه به في البداية مقترن بزهو وكبرياء فإن : " لا أريد طعامك" تحتاج لوقت وصبر من المروض لكي تتبدل وتختلف لهجتُها. وفعلاً وبمجرد وعد بسيط " قل أنك جائع فتحصل على ما تبغي من اللحم."، نراه نجح في مسعاه. واللحمُ هنا هو الوتر الحساس الذي يهز كيان معدة نمر فارغة حيث ينصاع النمر ويلبي الطلب وبلا تردد : " أنا جائع.". وعند مقارنتها بذلك الكبرياء " أحضر لي ما آكله فقد حان وقت طعامي." و " لا أحد يأمر النمور."، نستنتج أن النمرَ قد وقع في الفخ حيث تعالت ضحكات المروض وهو وسط تلاميذة " ها هو قد وقع في فخ لن ينجو منه."، وهذا يعني تفتيت كبريائه واستدراجه لتنازلات مالها من قرار. وجملة "أنا جائع"، عندما يكررها الإنسان، تكون مرتبطةً بلغةٍ أخرى رديفة هي لغة الحركة Language of gestures أو ما تسمى body language حيث التعبير عن الجوع يصاحبه قسمات وجهٍ ذليلةٍ وحركةِ جسدٍ توحي بالضعف . وهنا تكمن الكارثة، عندما يعتاد على هذه الجملة الملايين من البشر، وتتجه عملية الترويض نحو السهولة حيث تكون صِفَتا الذلِّ humiliation والمسكنة wretchedness جزءاً من صفات الشخصية. وعندما يفقد الإنسان ماء وجهه، فإن الكثير من الأمور تهون عليه: " وحين أقول لك: قف، فعليك أن تقف. ، ”. وهنا يقترن الوقوف بالشبع، حيث يبادر النمر " أنا جائع فاطلب مني أن أقف." . وما الوقوف إلا منبه لاستجابة لاحقة هي الطعام وبالتكرار، يتحد المُنبِّه بالإستجابة لينتج عادة. والعادة هي تكرار لاشعوري يمارسه الفرد لتعطيه نوعاً من الأطمئنان والأستقرار. وتستمر سهولة الإنقياد وتنفيذ الأوامر لدرجة استعداد النمر لتقليد مواء القط، حيث يَكْظُمُ غَيْظَهُ ويقول لنفسه " سأتسلى إذا قلدت مواءَ القط.". ولكن خطة الترويض أبعد من ذلك فالمُرَوِّضُ يرفض تقليد النمر لمواء القط لعدم إجادته ذلك، ويعطيه مهلة للتدريب حيث يتركه يوما كاملا بدون طعام، ليعود ويسمع مواءه ويتظاهر بالاقتناع حيث يرمي " إليه قطعة كبيرة من اللحم" ، موجهاً أقسى كلام إليه " عظيم.. تموء كقطة في شباط." . ثم يتحول الأمر إلى تقليد نهيق الحمار حيث يفشل النمر لكن المروض هذه المرة يرمي إليه قطعة أخرى من اللحم مدعيا أنه يشفق عليه وهذا بالحقيقة بعد أن أيقن أن الترويض قد نجح تماما حيث الخطوة اللاحقة الحاسمة، وهي أنْ يصفق النمر عند أي خطاب يلقيه المروض حتى إذا لم يكن مفهوماً إلى الآخرين، لكن سرعان ما يتهمه بالنفاق عندما صفق، فأجبره على أكل الحشائش عقابا لنفاقه." والذي ابتدأ يستسيغها رويداً رويداً"، بعد أن " صدمه طعمُها في البداية. ".

إن القاص زكريا تامر ما هو إلا ناقل لحوار ثنائي dialogue بصيغة الشخص الثالث third person مبتعداً عن السرد مركزاً على الأخذ والرد بين الطرفين، حيث يملي وبذكاء واستدراج، مفاصل ثيمة النص ليوصلنا إلى الهدف في آخر سطر من قصته " وفي اليوم العاشر، إختفى المروِّضُ وتلاميذُه والنمرُ والقفصُ، فصار النمرُ مواطناً والقفصُ مدينةً." ورغم أن هذه الخاتمة لا تعتبر صدمة يتفاجأ بها المتلقي لأن السارد، مبتعداً عن تشابكات ميكانزم السرد القصصي، شدنا وبسلاسة متدرجة جعلتنا نكتشف أو نتوقع خاتمتها. أي إنه جعلنا وسط مفاصل النص، لنشعر أن القفص هو الأرض التي نعيش وسطها والنمر هو تلك الملايين التي تسكن في بقعة مترامية الأطراف نسميها الوطن العربي. وقد أعطتنا القصة بعداً زمكانياً ربط بين الواقع والماضي الممتد لقرون عديدة، حيث احتدم الصراع من أجل السيطرة واستغلال الإنسان لأخيه الأنسان. وقد نتساءل: هل أن القاص زكريا تامر جعل المواطن سلبياً جباناً يميل للخنوع والذل؟ وللإجابة على هذا التساؤل لابد أن نركز على أن ثيمةَ القصةِ تَتَمَحْورُ حَول استغلالِ الإنسانِ لأخيه الإنسان وكيفية ترويضه عن طريق لقمة العيش، فهي إذن صعقة لابد أن تتلاشى في يوم من الأيام. وصراع المتناقضات لابد أن يُحْسَم في يوم ما، وقد حَسَمتْهُ الكثير من الشعوب لصالحها حيث يشعر الفرد بالأمان وهو وسط مجتمع خالٍ من التسلط والإستغلال، لا أن يشعر بالإغتراب نتيجة جوعه ولهاثه من أجل البحث عن لقمة العيش له ولعائلته. وقد علمتنا دروس التأريخ أن الحسم لابد أن يكون لصالح الطبقة الجائعة... فيرجع النمر طليقاً وسط غابته، وبالتأكيد لابد أن يولد صراع جديد ، وهذا برأيي قد يكون سبباَ لجعل الأسدِ طليقاً.. أجل . ذلك الجبروت الذي سيوضع مروضي الشعوب في القفص وهذه هي قوانين الحياة...
علي البدر/ قاص وناقد
بغداد/ ألعراق

2) ألقصة:
رحلت الغابات بعيداً عن النمر السجين في قفص ، ولكنه لم يستطع نسيانها، وحدق غاضباً إلى رجال يتحلقون حول قفصه وأعينهم تتأمله بفضول ودونما خوف، وكان أحدهم يتكلم بصوت هادئ ذي نبرة آمرة: "إذا أردتم حقاً أن تتعلموا مهنتي، مهنة الترويض، عليكم ألا تنسوا في أي لحظة أن معدة خصمكم هدفكم الأول، وسترون أنها مهنة صعبة وسهلة في آن واحد. انظروا الآن إلى هذا النمر. إنه نمر شرس متعجرف، شديد الفخر بحريته وقوته وبطشه، ولكنه سيتغير، ويصبح وديعاً ولطيفا ومطيعا كطفل صغير، فراقبوا ما سيجري بين من يملك الطعام وبين لا يملكه، وتعلموا".
فبادر الرجال إلى القول أنهم سيكونون التلاميذ المخلصين لمهنة الترويض، فابتسم المروض مبتهجاً، ثم خاطب النمر متسائلاً بلهجة ساخرة: " كيف حال ضيفنا العزيز؟".
قال النمر:"احضر لي ما آكله فقد حان وقت طعامي".
فقال المروض بدهشة مصطنعة: "أتأمرني وأنت سجيني؟ يا لك من نمر مضحك! عليك أن تدرك أني الوحيد الذي يحق له هنا اصدار الأوامر".
قال النمر: لا أحد يأمر النمور".
قال المروض: "ولكنك الآن لست نمراً. أنت في الغابات نمر، أما وقد صرت في القفص فأنت الآن مجرد عبد تمتثل للأوامر وتفعل ما أشاء".
قال النمر بنزق: "لن أكون عبداً لأحد".
قال المروض: "انت مرغم على إطاعتي لأني أنا الذي أملك الطعام".
قال النمر: "لا أريد طعامك".
قال المروض: "إذن جع كما تشاء، فلن أرغمك على فعل ما لا ترغب فيه".
وأضاف مخاطباً تلاميذه: "سترون كيف سيتبدل فالرأس المرفوع لا يشبع معدة جائعة".
وجاع النمر، وتذكر بأسى أيام كان ينطلق كريح دون قيود مطارداً فرائسه..
وفي اليوم الثاني، أحاط المروض وتلاميذه بقفص النمر، وقال المروض: "ألست جائعاً؟ أنت بالتأكيد جائع جوعاً يعذب ويؤلم. قل انك جائع فتحصل على ما تبغي من اللحم".
ظل النمر ساكتاً، فقال المروض له: "افعل ما أقول ولا تكن أحمق. اعترف بأنك جائع فتشبع فورا".
قال النمر: "أنا جائع".
فضحك المروض وقال لتلاميذه: "ها هو ذا قد سقط في فخ لن ينجو منه".
وأصدر أوامراه، فظفر النمر بلحم كثير.
وفي اليوم الثالث، قال المروض للنمر: "إذا أردت اليوم أن تنال طعاماً، نفذ ما سأطلب منك".
قال النمر: "لن أطيعك".
قال المروض: "لا تكن متسرعاً فطلبي بسيط جدا. أنت الآن تحوص في قفصك، وحين أقول لك : قف، فعليك أن تقف".
قال النمر لنفسه: "انه فعلا طلب تافه ولا يستحق أن أكون عنيداً وأجوع".
وصاح المروض بلهجة قاسية آمرة: "قف".
فتجمد النمر تواً، وقال المروض بصوت مرح : "أحسنت".
فسر النمر ، وأكل بنهم بينما كان المروض يقول لتلاميذه "سيصبح بعد أيام نمرا من ورق".
وفي اليوم الرابع، قال النمر للمروض: "أنا جائع فاطلب مني أن أقف".
فقال المروض لتلاميذه: "ها هو قد بدا يحب أوامري"
ثم تابع موجها كلامه إلى النمر: "لن تأكل اليوم إلا إذا قلدت مواء القطط".
فكظم النمر غيظه، وقال لنفسه: "سأتسلى إذا قلدت مواء القطط".
وقلد مواء القطط فعبس المروض، وقال باستنكار: "تقليدك فاشل. هل تعد الزمجرة مواء".
فقلد النمر ثانية مواء القطط، ولكن المروض ظل متجهم الوجه، وقال بازدراء: "اسكت اسكت. تقليدك ما زال فاشلا، سأتركك اليوم تتدرب على مواء القطط، وغدا سأمتحنك . فإذا نجحت أكلت ، أما إذا لم تنجح فلن تأكل".
وابتعد المروض عن قفص النمر وهو يمشي بخطى متباطئة وتبعه تلاميذه وهم يتهامسون متضاحكين. ونادى النمر الغابات بضراعة، ولكنها كانت نائية.
وفي اليوم الخامس، قال المروض للنمر: "هيا، إذا قلدت مواء القطط بنجاح نلت قطعة كبيرة من اللحم الطازج".
قلد النمر مواء القطط، فصفق المروض، وقال بغبطة: "عظيم أنت.. تموء كقط في شباط".
ورمى إليه بقطعة كبيرة من اللحم.
وفي اليوم السادس، ما ان اقترب المروض من النمر حتى سارع النمر إلى تقليد مواء القطط. ولكن المروض ظل واجما مقطب الجبين، فقال النمر "ها أنا قد قلدت مواء القطط".
قال المروض: "قلد نهيق الحمار".
قال النمر باستياء: "أنا النمر الذي تخشاه حيوانات الغابات، أقلد الحمار؟ سأموت ولن أنفذ طلبك".
فابتعد المروض عن قفص النمر دون أن يتفوه بكلمة. 
وفي اليوم السابع، أقبل المروض نحو قفص النمر باسم الوجه وديعاً، وقال للنمر: "ألا تريد أن تأكل؟"
قال النمر: "أريد أن آكل".
قال المروض: "اللحم الذي تأكله له ثمن، انهق كالحمار تحصل على الطعام".
فحاول النمر أن يتذكر الغابات، فأخفق، واندفع ينهق مغمض العينين، فقال المروض: "نهيقك ليس ناجحاً، ولكنني سأعطيك قطعة من اللحم اشفاقاً عليك".
وفي اليوم الثامن، قال المروض للنمر: "سألقي مطلع خطبة، وحين سأنتهي صفق اعجاباً".
قال النمر: "سأصفق".
فابتدأ المروض القاء خطبته، فقال: "أيها المواطنون.. سبق لنا في مناسبات عديدة أن أوضحنا موقفنا من كل القضايا المصيرية، وهذا الموقف الحازم الصريح لن يتبدل مهما تآمرت القوى المعادية، وبالايمان سننتصر".
قال النمر: "لم أفهم ما قلت".
قال المروض: "عليك أن تعجب بكل ما أقول وأن تصفق اعجاباً به".
قال النمر: "سامحني. أنا جاهل أمي، وكلامك رائع وسأصفق كما تبغي".
وصفق النمر، فقال المروض: "أنا لا أحب النفاق والمنافقين، ستحرم اليوم من الطعام عقاباً لك".
وفي اليوم التاسع، جاء المروض حاملاً حزمة من الحشاش وألقى بها للنمر وقال: "كل".
قال النمر: "ما هذا؟ أنا من آكلي اللحوم".
قال المروض: "منذ اليوم لن تأكل سوى الحشائش".
ولما اشتد جوع النمر، حاول أن يأكل الحشائش، فصدمه طعمها، وابتعد عنها مشمئزاً، ولكنه عاد إليها ثانية، وابتدأ يستسيغ طعمها رويدا رويدا.
وفي اليوم العاشر، اختفى المروض وتلاميذه والنمر والقفص، فصار النمر مواطناً، والقفص مدينة.
شارك ‏‎Ali‎‏ منشورًا حديثًا في هذه المج

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى