مذهبي -- شاعر الجوابيص/ مدحت عبدالعليم الجابوصي


مذهبي
حنينُ القلبِ دوماً للمعالي....وغايتُهُ علتْ هِمَمَ الرجالِ
مُرادُ المرءِ صعبٌ لا يُنالُ...ولمْ يبلغْهُ فذٌّ في الخوالي
وجوهُ العيشِ قد أعيتْ رجالاً....ولم تخطرْ لنا يوماً ببالِ 
رأيتُ المالَ سبباً في الحياةِ....وما تُغنى النفوسُ بأيِّ مالِ
وإنْ يكفِ الفتى ما قلَّ منهُ ....فما ضارَ الفتى فقدُ اللألي
وخيرُ العيشِ في الدنيا الكفافُ.... فإن المالَ مُطغٍ للرجالِ
كذاكَ الفقرُ مُنسٍ كلَّ شيءٍ.... فما أحلى حياةَ الاعتدالِ 
وماذا تبتغي السفهاءُ منِّي.... وقد كذبوا عليَّ لدى السؤالِ 
وقد صدَّقتُهُم من حسنِ ظنِّي ....وهذا ليسَ عيبٌ في خلالي
فإنْ قالوا خُدعتَ فكانَ قبلي.... رسولُ اللهِ يسمعُ للمقالِ
وما ضارَ الفتى تصديقُ قومٍ....وماذا يجني أربابُ الضلالِ 
فراغُ العقلِ مُودٍ كلَّ حيٍّ....ولم أرضَهْ لنفسي بأيِّ حالِ
فسادُ القصدِ مُفسدُ ما تلاهُ.... وداعٍ للتخبطِ والخَبالِ
وبعضُ الناسِ إنْ يستغنِ يوماً....يصيرُ إلى الدناءةِ والسَفَالِ
ولو عرفَ المكارمَ لم يبعْها....بجاهٍ عارضٍ وكثيرِ مالِ 
فلا تستغْلِ محمدةً عليكَ....وإن أنفقتَ مليارَ الرِّيالِ 
وأفضلُ من يُحدِّثُ عن جوادٍ....فعالُ الجودِ أكرمْ بالفعالِ 
وأجودُ من رأيتُ بشوشَ وجهٍ....وإنْ تلْقَهْ سُررتْ بأيِّ حالِ 
ولم أرَ مثلَ منصورٍ وبكرٍ.....قُصيْريَّانِ من رهطي الغوالي 
طحاويانِ بو خاطرُهْ كرامٌ....بشوشانِ فأكرمْ بالجبالِ
فلمْ أرَ مثلَهم ذوقاً وطبعاً.....ولم أرَ منهمو غيرَ المعالي 
أبو سيفٍ فتىً محمودُ صنعا ً ....جوادُ النفسِ رغمَ الاشتغالِ 
وأكرمُ رتبةٍ للمرءِ صدقٌ .....وأهدى للفتى يومَ السؤالِ
محمدٌ بنُ فتحي بنُ حشيشٍ......من الحدينِ أهلٌ للوصالِ 
وأفضلُ من رأتْ عيني هناكَ.....يفوقُ لديَّ آلافَ الرجالِ 
وأكرمُ من رأيتُ بلانظيرٍ.....رضا حبشيُّ ذو الهممِ العوالي 
وأأمنُهُم على سرٍ ونفسٍ.....فتى علواني أحمدُ ذو الكمالِ
وأرجلُهم عفيفي نجلُ سعدٍ....له شيمُ التواضعِ والجمالِ
نجلُ السقَّا ذو خلقٍ فضيلٍ.....وبسمتهُ تفيضُ على التوالي 
ولستُ بمادحٍ أحداً سواهم.....ولستُ بناقضٍ أبداً مقالي
ولاتمدحْ بُعيدَ الخمسِ فرداً.....وإن تفعلْ فلستَ بذي اعتدالِ 
ولاتسألْ عن المسكوتِ عنهم.....فما السؤلانُ محمودُ المأل
فأكرمُ للفتى أنْ يبقى فرداً.....وحيداً من مجالسةِ السفالِ 
ولم يحلُ لنا فشرٌ ولكنْ......من العيبِ مقاطعةُ الرجالِ 
رأيتُ الفشرَ بينَ الناسِ نوعاً......من التضليلِ من سفهِ المقالِ
فأنبهُ للفتى بل أعلى ذكراً....تأمُّلُهُ السما والقلبُ خالِ 
وأشعلُ للذكاءِ إذا نظرتَ... إلى ماءٍ جرى بينَ التلالِ 
وما تُعطي الطبيعةُ فيهِ أُنسٌ....وأأنسُ منهُ أحضانُ الرمالِ 
وما فاقَ الطبيعةَ أيُّ صُنعٍ....وما حسنٌ سوى طبعِ الجمالِ
وكم عاشرتُ أفَّاكاً تحلَّى....بغيرِ طباعِهِ والزَّيفُ بالِ
كلابسِ ثوبِ زورٍ في العبادِ....وداهنِ نفسِهِ وهمِ الخيالِ 
وذا من أعضلِ الأمراضِ داءً ....وأفتكِها لأفئدةِ الرجالِ 
إذا ناسبتَ بينَ الناسِ طُرَّاً....فخيرُ الناسِ مطبوعُ المقالِ 
شاعر الجوابيص/
مدحت عبدالعليم الجابوصي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى