اساسياتُ الزواج ِ من منظورٍ إسلامي بقلم : نهلة أحمد


اساسياتُ الزواج ِ من منظورٍ إسلامي
بقلم : نهلة أحمد

نرى كثيرا ًمن الشباب ِوالشاباتِ اليوم يعيشونَ على وهمِ الحب، ولايريد أنْ يتزوجَ إلا ّّبمَنْ يُحب ويكرّسُ فكرَه لمَا مالَ قلبهِ ولا يرضىٰ ماسِواه.
الحياةُ الزوجية ُ فيها الكثير ُمن الأساسياتِ التي هي أهمُّ من ذلك ، كالتكافؤِ والدينِ والأخلاق ِوالعمر ِوالبيئة ِكل ُّذلك يدخلُ ضمن َ إطار ومنظومة الزواج الناجح.
ولنتاولها كل على حدة ..
*التكافؤ ...فالمراة والرجل إنْ لم يكنْ احدهُما كفؤاً للآخرِ يكون ُهناكَ شرخاً من الصعبِ ترميمِه ِوربَّما يؤدي ذلكَ لمشاكلٍ كثيرة فلا ازوّج مثلا المتعلمةُ المثقفةُ ذاتُ الشخصيةِ القويّة من رجلٍ امّي او ذاتَ شخصية ٍضعيفة ٍ او لم يقف على قدميه بعد في هذا العصر الصعب
*الدين فقد(( قال رسول الله (ص): زوّجوا بناتكم من ترضون َدينَهُ وخلقَه)) فالزواج ُعقدٌ دائم ٌوصاحبُ الدينِ يحافظُ على عقودِهِ ويعملُ بدستور ِدينهِ الذي يسيّر ُحياتهِ بما يُرضي اللّه ويتَوجبُ عليهِ من واجباتٍ وحقوق ٍولعلَّ من اهمِّها انَّ الدينَ يفرضُ على الزوجةِ طاعةَ الزوجِ ، وهذا بحدّ ذاتِهِ دعامةٌ من دعائمِ الزواجِ الناجحِ.كمَا انَّ حاملَ الدينِ يحملُ روحَ النقاء ِوالطهرِوالإنسانيّة هذا من جهة ومن جهة اخرى يلتزمُ بما الزمَ نفسِه بهِ ويخشى عقوبة الله في نقضه.
* الأخلاق...لعلَّها تكونَ النقطة الأسبق فالدينُ الأخلاق قالَ رسول الله (اكملُكُم دينا ًاحسنُكُم اخلاقاً) الزواج ُبما إنَّه عشرةٌ طويلةٌ فلا تدومُ العشرة ُُمعَ من لا يحمل اخلاقاً و تكون مرةٌ مليئةٌ بالمشاكل التي لا اول َلها ولا آخر، الإنسانُ الخلوق ُيستطيع ُجذبَ الآخرِ إليه بأفعالِهِ ولسانه وحسنِ تصرفاتِه بناء ٌعلى ( احببْ لأخيك َماتحبُّه ُلنفسِك)و( عاشروهن بالمعروف).
* العمر ...فالأعمار القريبة تكاد تتقارب في الأفكار والسلوكيات والأحلام والطموحات ، فالشابُ الصغير الذي في مقتبلِ العمرِ الذي يريد ان يبدا حياته ليس كرجلِ الثلاثينَ والاربعينَ والخمسينَ، والشابةُ الصغيرةُ في عمر ال ١٦ و١٨ تفكيرها واحلامها لاتكون كبنتِ الثلاثين التي عرفَتْ الحياة َوخاضَتْ تجاربَها وكثيرٌ من الزيجات ِفشَلتْ بسببِ عمر ِالفتاة التي تتزوج َمن رجلٍ يقرُبُ من عمرِ والدِها او بالعكس شاب ٌيتزوجَ بامراةٍ اكبرُ منه سناً يشعر امامَها انَّه كإبنها المدلَّل وحينَ لايجددُ الدلال َيشعر ُبالخيبةِ ويبدا ُمشوارُ المشاكل.
* البيئة .... كلُّ بيئةٍ تنتج اناساً متشابهين في طريقةِ معيشتِهِم وأفكارهم وسلوكياتِهم ،وحين ينتقلوا لبيئةٍ اخرى يظهرُ للبعضِ انَّه من الصعبِ العيشُ او التعايشُ في بيئةٍ غير بيئتِهِ وتبداُ المعاناةُ ، والزواج ُيفرضُ التعايشَ بموجِب ِالعقد ِالذي بينهما ولتسير َحياتُهم.
من هنا يكون ُالضغطُ النفسي وربّما الجهدُ ، وهذا مانراه سببا ًرئيسيا ًفي بعضِ الطلاقاتِ .
فالمراة ُتتزوج ُويبدأ ُالحبُّ يدب ُّفي عروقها وتاخذ ُفي بناءِ اسرتَها لبنة ًلبنةً إن توفرَتْ الأساسياتُ المتقدمةِ وتشعرُ باستقرارٍ واطمئنان ٍبعكسِ لو كان هناك شيئاً ينغِّصُ فكرها وعيشها كفارقِ العمر ِمثلاً او سوءِ اخلاق ِالزوجِ .
الحبُّ هو سر ُّالحياةِ نَعَم .،ولكنْ!!!... متداخلٌ في كل ِّعنصر ٍلا يمكنُ فرزَه ُوجعلَهُ العنصرَ الوحيد ِدون َسواه ُ وهو َالأَهَم.
فالمعادلة ُهي مدخلاتٌ صحيحةٌ تعطيكَ مخرجاتٌ صحيحةٌ ، والكمال ُوالسّمو يأتي بالمحافظةِ على هذه المدخلاتِ وتطويرِها والرغبةِ الأكيدة ِ في التطويرِ ، ولاتاتي إلاّ بتعاون ِالطرفين من أجلِ انجاحِ مشروعِ الزواجِ المقدّس ، وحياة سعيدة مثمرة بأولادٍ اسوياء ٍنافعينَ في المجتمع.
******************************
نهلة أحمد
3.نيسان 2018


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى