(من الشّعر القَومِي) الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف
(من الشّعر القَومِي)
***من حي حرب غزّة ***
تَعَالَوْا و انْظُرُوا مَا ذَا يَدُورُ
بِغَـزَّةَ أَيُّـها المَـلأُ الغَـفـِيــرُ
ويَـا رمْزَ الفَـخَامَة وَ المَعَـالِي
وَيَا مَلِكًا، أُجِـلَّ ، و يَا أَمِيــرُ
وَيَا عُلمَاءُ قـَدْ صَالُوا وَجَالُوا
و يَا وُزَراءُ ، دَوْرُهُمُو خَطْيـرُ
بـغَزَّةَ إخْوَةٌ بِكُمُ اسْتَجَــارُوا
فَهَلْ مِن بَيْـنِكُمْ رَجُلٌ يُجِيـرُ.؟
تَوَلاَّهمْ عَدٌوٌّ ذُو انـتـــــِقَامٍ
كَثِيرُ الجَيْـشِ ، يَمْلأُهُ الغُـرُورُ
فَصَبَّ عَليْهِمُو غَــضَبًا عَـمِيًّا
وقـَتَّـلَهُم ،كَمَا يَرْجو الكَثِيــرُ
تَعَالَوْا ،شَاهِدُوا، هَذِي عَجُوزٌ
تَعَصَّرَ وَجْهَـهَا الأَلَــمُ المَرِيــرُ
عَلى فَلَــذَاتهَا إذْ هُمْ :قـتِـيـلٌ
تَعَفَّر أو جَرِيحٌ أوْ أَسِيــــــرُ
وذَا شَـيْـخٌ تَحَامَـل في زُقَـاقٍ
إلى الرّحْمان يَشْكُو ما يَصِيـرُ
وقَدْ فقَدَ العَشِيرَةَ إثْر قَصْـفٍ:
تدَاعَى منهُ بَيْتـُهم الـحَـقِـيرُ
و تلـك بُنـَيَّـة فـقَـدت أبَـاهَا
تُـكَـرّرُ اسْــمَـهُ و بِـهِ تَـــدورُ
ولَمْ تَعْــلَمْ بأَنَّــه لاَ يُجِــيـبُ
فَظَلَّت تَسْتَجِيـرُ و تَسْتَجِيــرُ
وذَلـك ،بـينَ أَنْـقَـاضِ المَـبَانِي،
رَضِيعٌ قـدْ تَضَمَّــنَه سَــــرِيرُ
وآخَــرُ قــد حَمَاهُ أخٌ كَـبِــيرٌ
فَعَــاشَ،مُيَتَّمًا ،و قَـضَى الكَبِيرُ
و تلك"عُويلةٌ "اجْتَمَعت بِليلٍ
وبَات البــيْتُ يَمْلؤُها السُّرُورُ
فأَصْـبحَ بيــْتُهَا قَــبـْرًا كَـبِيـرًا
وَحَوْل رُكَامِه انْتَشَــرَتْ قُبُورُ
و فِي البَـطْحَاء أطْفَالٌ ،يَتَامَى
تَرَامَوْا طَــابَةً ، ولَهُمْ حُبُـورُ
فَـعَاجَلهـم عَدُ وُّهُـمُ بِطَـلْـقٍ
فَخَــرُّوا سُجَّدًا ، ولَهُم شَخِيرُ..
تَنَاثَرَ مِنْهُـمُ الجُثْمَـانُ ،حَــتّى
تَـأَرَّبَ مِنْهُمُ الجِسْم الصَّـغِيرُ..
دِمَاءٌ طـاهِراتٌ ، قَـد أُبِيحَتْ
وها قـد يُسْـتــَبَاحُ دَمٌ طَهورُ..
و كَمْ مِـنْ مَنْـزِلٍ أضْحَى يَبَابًا
و أَضْـحى تُجْمَعُ مِنْـه القُدُورُ
و لم تسْلَم مَدَارِسُـكم ،فَهُدَّتْ
عَــلى زُوَّارهــا، وهُمُو كَـثِيــرُ..
فــماذا بعـدَ ذلـك يَا رِجَـــالُ
و مَا لـَكُمُ، يُخِيـــفُكُم الحَقِيرُ
فَـرُبّ شَهــَادةٍ أَزْكَـى وأَبْـقَى
و أكْرَمُ ،من حَيَاتـِكُمُ و خَـيْرُ
سيَذْكُركم بها التّاريخ ، حَتْمًا
وبالتّـارِيخ يَـرْتَـبِطُ المَـصِيرُ..
أَلا هُـبُّوا لِنَــجْـدَتِهِـمْ سـرَاعًا
وأوْفُوا بالعُهُودِ و لاَ تَخُورُوا..؟
حمدان حمّودة الوصيّف : "خواطر"ديوان الجدّوالهزل
تعليقات
إرسال تعليق