أَنَا لَسْتُ مِنْ هُنَا -- بقلم الشاعر شريف عبد الوهاب العـسيـلي
أَنَا لَسْتُ مِنْ هُنَا
.................
أَنَا لَسْتُ مِنْ هُنَا،أَنَا لَسْتُ مِنْ هُنَاكَ.
أَنَا لَسْتُ غَرِيبًا أَحْيَا، أَنَا مِنَ القُدْسِ الشَّرِيف،،
أَنَا مِنْ هُنَاكَ،،
أَبِي غُصْنُ رَيْحَانٍ عُرُوقُهُ مِنْ هُنَا،
وَأُمِّّي جُذُورهَا مَقْدِسِيِّةٌ،،تُرَابُهَا مِنْ هُنَاكَ،،
فِي القُدْسِ ،،،
أَلْفُ مِئْذَنَةٌ تَصْدَحُ
وَأَلْفُ شَيْخٍ يُصَلَّي،،وَأَلْفُ وَأَلْفُ عَمَامَةٍ،،
عَلَى حَائِطِ مَسْجِدِهَا القَدِيمِ عَشْعَشَتْ أَلْفُ حَمَامَةٍ
ِ فِي القُدْسِ،، صَبَاحًا ،،وَعَلى قَارعَةِ الطَّرِيقِ ،،،
أَطْفَالٌ تَلعَبُ بِالحِجَارَةِ ،،طِفْلٌ صَغِيرٌ يَبِعُ قَهْوَةً عَرَبِيَّةٍ،،
وَعِنْدَ المَسَاء،،،
يَبِيعُونَ أَرْوَاحَهُمْ وَأَجْسَادَهُمْ ،وَرُؤُوسَهُمْ تَلْتَحِفُ بِكُوفِيَّةٍ
وَتُرَاقِصُ أَكْتَافَهُمْ،،
بَعْضٌ مِنْ حُطَامِ الخُبْزِ،،،وَجُعْبَةُ مَاءٍ وَبُنْدُقِيَّةٌ
فِي القُدْسِ ،،تَلِدُ أُمٌّ طِفْلاً يَهْوَى الشَّهَادَةِ
وَشَابٌ يَحْمِلُ الـسِّكِينَ ::وَبِنْتٌ تُزَغْرِدُ للشَّهِيدِ ::
وَعَجُوزٌ تَلِدُ أَطْنَانًا وَأَطْنَانًا ::مِنَ الحِجَارَةِ
فِي القُدْسِ وَفَي سَاحَاتِهَا تَقِفُ امْرَأَةٌ نَصْفَ عَارِيَّةَ::
تَبِيعُ مَفَاتِنِهَا وَتُرَوِّجُ لِبِضَاعَتِهَا تَنَادِي المَارَّةَ.
مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَشْتَرِي قَذّارَتِي بِلغَةٍ عِبْرِيَّةٍ
فِي القُدْسِ ،،رِجَالٌ تَقِفُ وَرَاءَ السِّتَارِ::
يَخْشَوْنَ مِنَ المُوسَادِ الاعْتِقَاِل::
يَخَافُونَ القَتْلَ بِصَرِيحِ العِبَارَةِ::
يُطَالِبُونَ بِتَصْحِيحِ المَسَارِ::
وَخَلْفَ قُضْبَانِ السُّجُونِ يُعْدَمُونَ شَنْقًا
دِفَاعًا عَنِ الإِمَارَةِ::
فِي القُدْسِ ،ألْفُ أَلْفُ قِصَّةٍ وَهُنَا وَهُنَاكَ
أَلْفُ حِكَايَةٍ ::وَأَلْفُ أَلْفُ رِوَايَةٍ:
وَعِشْقٌ عَرَبِي لِعَرَبِيَّةٍ يَنْتَظِرُ أَنَّ لِلْقُدْسِ انْتِصَارٌ
وَهُنَاكَ وَفِي السَّاحَةِ
قُرْبَ مَنْزِلِنَا يُحََاوِلُ يَهُودِيٌّ اغْتِصَابَ بِنْتًا فَتِيَّةِ::
وَصَغِيرَةٌ تُبْعِدُهُ تَرْمِيهِ بِالحِجَارَةِ
هُنَاكَ وَفِي القُدْسِ
غَيَّرُوا الأسْمَاءَ ::وَجَعَلُوا البُرَاقَ مَبْكَى::
وَيُحَاوِلُونَ أَنْ يُغَيِّرُوا لِلأَقْصَى لَوْنَ قُبَّتِهِ:
وَيَحْفِرُونَ تَحْتِ إِبْطِهِ نَفَقًا وَجُوره
يَنْتَظِرُونَ مِنَ الحَاخَامِ الإِشَارَة
وَهُنَاكَ حَيْثُ نَحْنُ جَالِسُونَ
تَبْكِي شَجَرَةُ الزَّيْتُونِ::وَيَقْتُلُونَ النَّوَّارِسَ
قَدْ أَخْبَرَهُمْ خَائِنٌ هُوَّ مِنْ هُنَا
أَنَّ الحَمَامَ الزَّاجِلُ
يَنْقُلُ تَحْتَ جَنَاحِهِ رَسَائِلَ ::تَحْمِلُ جُمَلَ الحُرِيَّةِ
وَهُنَاكَ قُرْبَ المَقَابِرِ تَقِفُ النِّسَاءُ عَلَى المَعَابِرِ:
وَفِي قَلَنْدْيَا هُنَاكَ وَمُنْذُ أَيَّامٍ
يَقْتُلُونَ امْرَأَةً بِقَرَارٍ جَائِرٍ
وَيُرَاقِبُونَهَا بِعُيُونِ كَافِرٍ حَتَّى تَنْفَقَ الضَّحِيَّةُ
وَهُنَاكَ فِي الخَلِيلِ وَعَلى هَضَبَةِ الجَلِيلِ
أُمٌّ ثَكْلى وَأَخٌ يَبْكِي خَلِيلآ
وَشَهِيـدٌ يَلْحَقُهُ شَهِيدٌ يَبِيعُونَ أَرْوَاحَهُمْ بِالـجُمْلَةِ
وَهُنَاكَ فِي غَزَّةَ
يَقْطَعُونَ شِبَاكَ الصَّيْدِ وَيُغْرِقُونَ المَرَاكِبَ
يَتَّهِمُونَ الصَّيَّادِينَ بِأَفْعَالٍ رَدِيئَةٍ
وَهُنَاكَ فِي القُدْسِ
يَعْرِضُونَ فِي سِنِمَا الأَطْفَالِ أَبْطَالَ هُلْيُودْ وَرِعَاعَ يَهُودْ
وَعَنِ الأَرْضِ المَوْعُودَةِ وَأَفْلاَمًا لِلنَّفْسِ مُرْعِبَةً
وَهُنَا وَفِي فِلِسْطِيـنَ
عِنْدَمَا يُولَدُ الجَنِينُ يُسَجِّلُونَ عَلى شَهَادَةِ مِيلاَدِهِ شَهِيدًا
وَهُنَا وَهُنَاكَ عَلى سَطْحِ مَنْزِلِنَا القَدِيـمِ
يُرَفْرِفُ العَلَمُ أَلْوَانُهُ يَرَاهَا الأَعْمَى مِنْ بَعِيدْ
وَلاَ زَالَ بَيْنَ هُنَا وَهُنَاكْ
وَعَلـى مَفْرَقِ الرَّصِيفِ تَنَامُ أَحلامُ القَضِيَّةِ
وَلاَزَالَ بَيْنَ هُنَا وَهُنَاك
عَرَبٌ يَرْتَدُونَ القِنَاعَ مَزَجُوا اللَّيْلَ فِي الصَّبَاحِ
يَدْفَعُونَ ثَمَنَ الكَرَاسِي الدِّيَّةَ
أَوْ يُقَدِّمُونَ أَمْوَالاَ لِلْغَرِيبِ كَهَدِيَّةٍ
وَهُنَاكَ فِي القُدْسِ
وَفِي غُرْفَتِي :وَعَلَى مَقْعَدِي الخَشَبِي
أُحَاوِلُ أَنْ أَكْتُبَ قَصِيدَتِي:
أَكْتُبُهَا بِعُرُوقِ دَمِي
أَكْتُبُهَا لأُمِّي وَلِطِفْلَتِي وَلِوَطَنِي وَلِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ النَّقِيَّةِ
...........
بقلم
شريف عبد الوهاب العـسيـلي
فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق