(المسجد الأقصى) لشاعر المبدع مدحت عبدالعليم الجابوصي
(المسجد الأقصى)
أنا ثالثُ الحرمينِ أولُ قبلةٍ....واللهُ شرَّفني وأعلى وجودي
أنا من ذُكرتُ بسورةِ الإسراءِ في....قولٍ مبينٍ غايةَ التمجيدِ
لا زلتُ أُعلي صيحتي ونشيدي....يامعشرَ العربانِ فُكُّوا قيودي
نمتُم كأنَّ الخطبَ ولَّى لم يكنْ....وخنعتُمُ والأمرُ جَدُّ شديدِ
يامن رضيتم ربَّكم ورسولَهُ....لِمَ قد نكثتم إخوتي لعهودي
وخشيتمُ للغربِ لم تتحرَّكُوا.....للهِ بل لم تُعلِنُوا تأييدي
ما صُنتمُ حقِّي وصرتم في الدنا...كغثاءِ سيلٍ عندي غيرُ مُفيدِ
لو كانَ فيكم بايزيدُ وطارقٌ.....أو يوسفُ الناصرُ وابنُ وليدِ
صالوا لأجلِ اللهِ صولةَ واثقٍ....متجردٍ في وجهِ كلِّ عتيدِ
قرعوا طبولَ النصرِ ثُمَّ تأهَّبُوا....مُتآزرينَ لنصرةِ التوحيدِ
قد قالَ قائلُهُم أمَا لو أعلمُ....خلقاً وراءَ البحرِ كانَ ورودي
قد ألبسوا الدنيا ثيابَ عدالةٍ....واستنقذوها من يدِ التعببدِ
متى ينجلى هذا الظلامُ عن الدُنا....وتثورُ نفسُ مُوفَّقٍ صنديدِ
أنا موطنُ العربانِ أرضُ قداسةٍ....ما كنتُ قبلَ اليومِ أرضَ يهودِ
وأنا التي ربي اصطفاني مُظهراً....فضلي بِكِلمِ كتابِهِ المحمودِ
سبعونَ عاماً واليهودُ بحدِّها.....وحديدِها تُؤذي جميعَ حشودي
والعُرْبُ تنظُرُ لمْ تُحرِّكْ ساكناً....والغربُ يشهدُ مصرعي بسعودِ
يَفنى الصغارُ معَ الكبارِ معَ النسا....والصمتُ عارٌ زمرةَ التوحيدِ
ما من هُمامٍ قامَ في وجهِ العدا....أبدى لهم في الحينِ هولَ وعيدِ
أنا أرضُ حشرِ الناسِ يومَ معادِهِم....لمَّا يُنادَى من مكانِ بعيدِ
هم أعلنوا بيتي سفارةَ غاشمٍ....متعمدينَ إهانتي بمزيدِ
في كلِّ عامٍ يهتدونَ لخُطَّةٍ......ملعونةٍ من أجلِ محوِ وجودي
لا أدري ماذا قد يجولُ بخُلدِهِم.....بعدَ اغتصابي أينَ دمُّ وفودي
إقصاءُ أهلِ القُدسِ عن أوطانِهِم....هو همُّهُم فافهم مُرادَ قصيدي
إنْ لم يُقيموا محاكمَ التفتيشِ كي.....تَفنى العروبةُ عن يدٍ بحديدِ
الحقُّ أبلجُ والضلالةُ لجْلجٌ.....والحقُّ نصرُ القدسِ دونَ رُقودِ
تخْشَوْنَ أمريكا وربي فوقَها.....وهو الحقيقُ بخشيةٍ وسجودِ
قد أرسلَ الطيرَ الأبابيلَ التي....عصفتْ بجيشِ الأشرمِ المطرودِ
والريحَ أرسلَ صرصراً فيها الردى.... هلكتْ بها عادٌ قبيلةُ هودِ
لم يخلق الرحمنُ قوماً مثلهم.....في قوةٍ وحضارةٍ ومزيدِ
لمَّا طَغَوا في الأرضِ أهلكَ جمعَهم...... لم تبقَ غيرُ مساكنٍ كالبيدِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي
تعليقات
إرسال تعليق