حوار الطرشان ، بين الناصح والسلطان -- الشاعر / صالح احمد القاسمي
حوار الطرشان ، بين الناصح والسلطان
الناصح :
مولاي إن الشعبَ يندبُ حَظّهُ
والعنفُ أرهقهُ وهَدّ قواهُ
والفقرُ يا مولاي أجهشَ بالبُكا
يرثى لحالِ الشعبِ حين يراهُ
والقهرُ يخجلُ مِن فظائعِ صُنعهِ
برقابِ شعبٍ حائرٍ أوّاهُ
أرفقْ بهِ ياسيّدي إذ يرتجي
سِلماً وعدلاً مِن حَمى رمضاهُ
السلطان :
إخرسْ فإن العدلَ مِنّي فائضٌ
أوَ ما ترى عدلي يموجُ لظاهُ ؟
فلقد صنعتُ بكلِّ دارٍ فتنةً
كيما يغنّي كُلُّ مَنْ ليلاهُ
وليبعدوا أمل الرخا مِن حِلمهم
والكُلُّ يحبسُ في الفؤادِ مُناهُ
ما ذلكَ الأملُ الذي يرجونهُ ؟
وأنا الذي بجلالتي أرعاهُ !
الناصح :
مولاي رأي الجمعِ أفضلُ حُجّةً
مُن رأي فردٍ تابعٍ لهواهُ
هلّا استجبتَ لبعضِ بعضِ شروطهم ؟
كي يحقنَ الشعبُ الجريحِ دِماهُ
وليستتبَ الأمنَ في أرجائهِ
ويَعُمُّ خيراً في سفوحِ رُباهُ
يا سيّدي حققْ لهُ بعضَ المُنى
بقليلِ عدلٍ إذ رجا أدناهُ
السلطان :
أُصمتْ ولا تُبدي الكلامَ لمارقٍ
إن كانَ رأسُكَ يرتجيكَ بقاهُ
أحبسْ كلامَكَ في الضلوعِ وغَطّهِ
ما لم سيهوي في السجونِ صداهُ
يا ناصحاً ؛ حقاً أتنصحُ سيّداً ؟
مَلكَ الرُعاعَ ولا وليّ سواهُ
أتظنُ أني في المشورةِ ناقصٌ ؟
وأنا الذي تهوى الحروبُ غواهُ !
الناصح :
مولاي إن الأرضَ هذي ملكُنا
وطنٌ لنا بقلوبنا نهواهُ
وطنُ الجميعِ وحقُنا خيراتهُ
إنّا بَنوهُ مشاركونَ بِناهُ
لسنا (دواعش) أو نخونُ بلادنا
كَلّا ولا عُملا ولا بعناهُ
بل نرتجي عيشَ الكرامِ بموطنٍ
مُتحررٍ تتكلّمُ الأفواهُ
السلطان :
يا أيها الحُرّاسَ أين سيوفكم ؟
هَيّا خذوهُ وحققوا رجواهُ
شدّوا الوثاقَ وبالسلاسلِ قَيّدوا
هذا عميلٌ خائنٌ فَوّاهُ
هل ما يرى الأقزامَ تحت سنابكي؟
وأنا الذي كُلّ الغُثى تخشاهُ
العدلُ يُلزمني أُحطمُ رأسهُ
ما لم يُقرْ بأنني مولاهُ
صنعاء 9 سبتمبر 2017 م
الشاعر / صالح احمد القاسمي
تعليقات
إرسال تعليق