يا أمّنا العَرجاء --للشاعر حميد الصبحي

(31)

يا أمّنا العَرجاء

يا أمّنا العَرجاء 
حافِيةً بَدَتْ بينَ الأُمَمْ
ماذا يُفِيدُ اللومُ بعدَ اليومِ 
لو كثرَ الندمْ

لا لن تُفيدَ دُمُوعُنا 
ونياحُنا يا أُمّنا
والقلبُ مَجروحٌ ولمْ
يَلْقَ النعيمَ ولا نعمْ

فَلِمَ إذاً 
يا أُمّنا العَرجاء تَبكينَ الثَّراء
فهل الثَّرا يا أُمنا 
سيعيدُ مجدَكِ في القِدَمْ

يا أُمنا كُفِّي دموعَكِ 
واضحكي 
بل وارفعي قَرعَ الطبولِ 
ولَحِّني صوتَ النغَمْ

أَوَتَحسبيني مازحاً 
كَلَّا فلستُ بساخرٍ
حتى تُحركَ خصرَها 
بعضُ المبادئِ والقِيَمْ

يا أمةً عربيةً 
عرجاءَ 
هَلَّا تَصمُتينْ 
فقدِ اكتَفينا مِن صُراخِكِ 
كالبَكيمِ على الأصَمْ

فالرمحُ غَطَّى نفسَهُ 
مُتَزَمّلاً بِرِدائهِ 
ويقول إني مُتعبٌ 
بل عاجزٌ أنا لَمْ أَنَمْ

حتى النِّبال وقَوسها 
هَرِموا وشاخَ كبيرُهُمْ
والسيفُ يندبُ حَظَّهُ 
في الرَّكبِ يلحقُهُ القَلَمْ

فلَنا عقوداً تائهونَ 
مُشَتَّتونَ مُذبذبون
لا عربُ صِرنا ياحبيبةُ 
أو بقايا للعَجَمْ

سَبعونَ عاماً قد مَضتْ 
بحَلالِها وحَرامِها 
هل عَقدُنا التالي 
سَيَلحقُ رَكبَهُ خلفَ العدمْ

يا مرهفاً 
ماذا نقولُ 
لِمَن يريدُ نكاحَها 
هَلَّا نقولُ لأمِّنا 
كَلَّا ونَدعو للصنمْ

أَمْ هلْ نقولُ 
قد اختَليتِ بذا الحرامِ وأهلِهِ 
أو هل نقولُ عشيقةٌ 
حُبلَى ومِن راعي الغَنمْ

ماذا سَينفعُنا العَويلُ 
وما تَداركنا الأسَى 
أَنَقولُ هَذي أمُّنا 
قد أَنجَبَتْ طفلاً أحمْ

هل نَبكي ياعَرجاء عَن
جسدٍ يَبيعُ كَرامةً 
أو هل سَيَنفعُنا النحيبُ 
وهل بهِ سَيَزولُ غَم

سَبعون عاماً أو تَزيدُ 
على فِراشِ عَدُوِّنا 
فهل الحرامُ يَدوم ياعَرجا 
وهل يُشفيكِ ضَم

لا لنْ يَدومَ الحالُ كلَّا 
أو يُخَلَّدَ ذِكرُهُ 
فَلْتَنهضي يا أُمنا 
واستَبدلي ثَوبَ الهَرَمْ

ولْتَغسلي غسلَ الجنابةِ 
بينَ أكوامِ البَرَدْ 
من قبل أن يأتيْ الربيعُ 
ولونُهُ قانٍ نَدم

ولتغسلي 
عَفنَ المَواويلِ الحديثةِ كُلِّها 
وتَطيَّبي ياأمنا 
فالطِّيْبُ قد يُشفي الألمْ

صُبِّي قواريراً مليئةَ 
بالرصاصِ على الثرَى
بل وارفعي صوتَ المآذنِ 
والبسي ثوبَ العلَمْ

بل قُم 
إلى غسلِ الجنابةِ 
أيها الشرفُ الذي 
قد دَنَّسَ الشرفَ الذي 
سُدنا بهِ كُلَّ الأممْ

.............
التوصيف / 
قصيدة من الشعر الحُر فصيحة وتفعيلتها من البحر الكامل :
متفاعلن ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى