في الذكرى الثامنة المؤلمة لِرَحيلِكَ يا أبي 1/5/2010 (أبي) للشاعر د. نبيل الصالحي

في الذكرى الثامنة المؤلمة لِرَحيلِكَ يا أبي 1/5/2010
(أبي)
مَلأتَ بالبُعْدِ قَلبي لَوْعَةً وأَسَى
ومُذْ رَحَلْتَ فُؤادي في الثَّرَى انْحَبَسا
.
لو كُنْتُ أَعْلَمُ بالأَقدارِ ما هَجَرَتْ
روحي وِدَادَكَ أو قلبي الوِصالَ نَسَى
.
كنتَ الحَبيبَ الذي تَهْفُو لِبَسْمَتِنا
ونُورُ وجهِكَ ما يوماً بِنَا عَبَسَا
.
وكُنتَ للدَّربِ نِبْراساً وصِرتَ لنَا
في ظُلمَةِ اليَأْسِ إنْ حَلَّ الدُّجَى قَبَسَا
.
أَبِي .. أَبَى اللَّهُ إلا أنْ تَكونَ لَنا
هَديَّةَ العُمْرِ يا حُبَّاً بِنَا انغَرَسَا
.
أَعَدَّكَ اللَّهُ قَلباً بَينَ أَظْهُرِنا
يَمْشِي ويَصْنَعُ مِنْ أَنفاسِنا عُرُسا
.
تَحلُو الحَياةُ إذا ما كُنتَ لي سنَداً
وتَكْفَهِرُّ إذا وَلَّيْتَ مُختَلِسا
.
أَمْشي جِوَارَكَ في فَخْرٍ أَطُوْلُ بِهِ
الجوزاءَ لا أَبْتَغِيْ جُنْداً ولا حَرَسا
.
أَخُوضُ مَوجَ حَياتي غَيْرَ مُكتَرِثٍ
واليومَ ضَلَّ سَفِيْني ما اهتَدَى ورَسَى
.
يا رأسَ مَالي وعِزِّي في مَرابِعِنا
لَأَنْتَ رِبْحٌ لَنا ما كنتَ قَطُّ خَسَا..
.
أبي أبي.. نَغْمَةُ الفَخرِ التي اكتَمَلَتْ
لَمَّا أجابَ وقَلْبي إنْ دَنا أَنِسا
.
وكُلَّما جِئتُ أُحصِيْ فَضْلَهُ كَلِمَاً
يَضِيعُ حَرفي فأخْشَى العِيَّ والخَرَسَا
.
كأنَّ رَبِّيَ لَمَّا اخْتَارَهُ جُمِعَتْ
أَطْيَافُهُ مِنْ جِنَانِ الخُلْدَ فانْبَجَسا
.
واليومَ حَرَّرْتُ حَرفي مِنْ مَحَابِسِهِ
كَيما أُعَنْوِنَ ما أَرجُوهُ عَلَّ عَسَى
.
وَلَيْتَني ما نَطَقْتُ الشِّعْرَ إنَّ بهِ
عِيَّاً فَوَيْحِيَ هَلْ يُحصِي الثَّناءَ لِسَا..
.
أَرجو بِأَنِّي أَفِيْ حَقَّاً إذا رُفِعَتْ
كَفِّيْ لِتَدعُوَ ربِّي في الدُّجَى غَلَسا
.
وأنْ أَجُودَ بِخَيْرٍ ليسَ يَعْلَمُهُ
إلَّاكَ يَلْقَى بِهِ أَجْراً ضُحَىً ومَسَا
.
تَاقَتْ لَكَ الروحُ والأنفاسُ يا أبَتي
والقَلبُ عَنْ أَمَلِ الأحضانِ ما يَئسا
.
خُذُوا حَيَاتي وهَاتُوا سَاعَةً لِأَبي
أَشْتَمُّ منْهُ إذا حانَ اللقا نَفَسَا

تعليقات
إرسال تعليق