بر الوالدين _______________________البحر : البسيط-- الشعرة القديرة زكيَّة أبو شاويش_ أُم إسلام

بر الوالدين _______________________البحر : البسيط

العلمُ فرَّقَ أبناءً وشرَّدهم ___ في كُلِّ أرضٍ جنت عِلماً لمستَبِقِ

هذا الَّذي تركَ الأوطانَ من شغفٍ___بالعلمِ في دولةٍ حادت عنِ الخُلُقِ

ماذا جنى بعلومٍ بادَ كاسبُها ___ من غيرِ دينٍ بنت مجداً لمنسحقِ

والوالدانِ على آثارِهِ أنتظروا ___ عوداً حميداً ومن في الهمِّ لم يُطِقِ

تركاً لقسوةِ أيَّامٍ وقد هَرِموا ___من ذا يُجيرُ ذوي الحاجاتِ مِن أرَقِ

في آخرالعُمرِ قد جادوا بما ادَّخروا___عوناً على سفرٍ والهجرُ لم يَرُقِ

لكنَّها سُنَّةُ الأحياءِ في زمنٍ ___ قد غيَّرَ الطَّبعَ إذ باتوا بلا أُفقِ

................

أُمٌّ تَنازعها شوقٌ وذاكَ أبٌ___ في حاجةٍ لِمُعينٍ كانَ في الحَدَقِ

ذاكَ الوحيدُ جنى عِلماً ومنزلةً ___ راقت لمن حُشِروا في آخِرِ النَّفَقِ

يعلو على درجاتِ المجدِ في بلدٍ ___ تُغري بأموالِها من عاشَ كالعلقِ

أينَ الوفاءُ لمن في قلبِهِم سكنت ___ كُلُّ المشاعِرِ للأبناءِ من ألَقِ

ها هم على أمَلٍ يحيا بلا مَدَدٍ ___ ممّن يواصِلُ أحياناً كمُنطلِقِ

في غمرةِ العملِ المُغري لكُلِّ يدٍ___ ينسى وصيَّةَ من غابواعن النَّسقِ

دارُ المسنينَ تحوي من لهم ولدٌ___ في غُربةٍ تاهَ لا يُرجى كمنعتِقِ

.................

كانَ الدُّعاءُ أنيساً لا مفرَّ لهُ___من قلب مَن حُرِموا نوراً كماالشَّفقِ

قد جاءَ عيدٌ لأغرابٍ يذكِّرُهُ ___ بالعيدِ في بلدٍ تصبو لمفتَرِقِ

لا بدَّ من عودةٍ للأهلِ في وطنٍ___يشتاقُهُ فيصبُّ الوجدَ في ورقِ

قد كانَ توفيقُهُ في عودةٍ عبرت___ كُلَّ المسافاتِ إذ هانت لمُحترِقِ

ضاءت قناديلُ أفراحٍ وقد سُعِدوا___من عودةٍ لحبيبٍ باتَ في حنَقِ

من سوءِ أحوالٍ إذ صحَّةٌ هربت___من كُلِّ غُصنٍ ذوى إذ حُفَّ بالحبقِ

والحمدُ كانَ بكلِّ الحبِّ ممتزجاً___ إذ قد رأوا ابنهم في آخِرِالرَّمقِ

هذي صلاةٌ على من عاشَ مُغترباً ___ منهُ السَّلامُ وما قد عمَّ كالودقِ

...................

السَّبت 9 رجب 1440 ه

16 مارس 2019 م

زكيَّة أبو شاويش_ أُم إسلام