(الأم)--الشاعر القدير// مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
(الأم)
الأُمُّ مدرسةٌ كم خرَّجتْ أُمَمَاً.....أوصى بها الحكمُ في محكمِ السورِ
أولاها منزلةً والناسُ تعرفُها.....مَنْ مثلُها حَظِيَ في آيِهِ الغررِ
فقدرُها ارتفعَ واللهُ ثبَّتَهُ.....وشأنُها جللٌ من أعظمِ الكُبرِ
تعلو مكانتُها عن كلِّ منزلةٍ.....فوقَ الجهادِ وفوقَ جميعِ ذي أثرِ
يُنبيكَ سيدُنا وقولُهُ حسنٌ....عن فضلِ من حمَلتَ وَهَنَاً معَ الضررِ
وأرضعتْ ومضتْ تُزكي بهِ قِيماً.....حتى بدا علماً في البدو والحضرِ
لو عشتَ تحملُها والعمرُ منْحَبِسٌ......في خدمةٍ كَمُلتْ لمْ تُوفِ بالسَّهرِ
أو طلقةٍ طُلِقَتْ في الحملِ ما انطلقتْ..... إلا ومنها حياةُ الأُمِّ في خطرِ
يكفيها مفخرةٌ فضلٌ بهِ سبقتْ......للخلقِ قاطبةً فاسألْ أخا خبرِ
وإنْ شكرتَ إلهَ الناسِ دونهما.....فشكرُهُ عبثٌ لم يأتِ بالثمرِ
فالبرُّ مفخرةٌ تعلو بهِ أُممٌ......أمَّا العقوقُ فجرمٌ في بني البشرِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
تعليقات
إرسال تعليق