إلى قَلْبِي-- حمدان حمّودة الوصيّف

تمت مشاركة ‏منشور‏ من قبل ‏‎Hamouda Loussaief Hamden‎‏.
Hamouda Loussaief Hamden
إلى قَلْبِي
رِفْـــقًا بِــــمَنْ في حَــــسْـرَتِي يَلْتَـــاعُ
يا قَــــلْبُ بِعْـتَ، و آهِيَ المُبْتَــــاعُ
إن زِدْتَ في الشَّكْوَى فَضَحْتَ تَعَلُّلِي
وصَهَـرْتَ أَحْــلَامًا بِشكْوِك ضَاعُـوا
و الله ، لَوْ أَطْــلَقْتَ زَفْـرَةَ عَـاشِقٍ
ما عَادَ يُسْلِيكَ، الغَدَاةَ، شُـعَـــاعُ
هَـذَا الزَّفِــيرُ قُلَامَةٌ مِنْ ذا النُّهَى
يَكْفِي لتُثْخِنَ صَبْرِيَ الأَوْجَــــاعُ
مَاذَا جَنَى غَـيْرِي لِكَـيْ تُلْقِـي بِهِ
في لُجَّـةِ الأَحْـزَانِ، يـــــا مُلْتَــــاعُ...
بالأَمْسِ، كُنْتَ تُرِيدُ إِحْيَـاءَ الهَوَى
واليَـوْمَ، سِرُّكَ، فِي الهَوَاءِ، يُــــذَاعُ
بالأَمْسِ، كُنْتَ قَصِيـدَةً، بَيْنَ الرُّبَا
واليَوْمَ، في سُوقِ العَــذَابِ، تُبَــاعُ
قَدْ كُنْتَ تَحْسَبُ مَا يُضِيءُ مَنَارَةً
لِهَوَاكَ، واليَوْمَ، اخْتَفَى الإِشْعَــــاعُ
قَدْ كُـنْتَ تُصْغِي لِلطُّيُورِ فَتَنْتَشِي
واليَوْمَ مَا لَكَ؟ هَاجَـكَ الإِرْجَـاعُ.
قَدْ كُنْتَ تَطْرَبُ لِلْخَلِيلِ و قَوْلِهِ،
واليَــوْمَ، هَزَّكَ لَــفْــظـُــهُ الـمَيَّــاعُ.
قَدْ طِــرْتَ في جَـوِّ الغَـرَامِ مُحَلِّـقًا
مَاذَا دَهَاكَ؟أَجِـبْ، فضَمَّـكَ قَـاعُ
قَدْ سِرْتَ في دُنْيَـا الحُبُورِ مُتَــوَّجًا
بِوُرُودِه، لِمَ تشتَـكِي: قَـدْ ضَــاعُوا
قَدْ غَارَ مِنْكَ النَّجْمُ، وَهْوَ مُحَلِّقٌ
قَـبْـلًا، فأَيْــنَ مَـحَلّكَ اللَّـمَّــــاعُ؟
يَا قَلْبُ، يَا نَهْـرَ الـمَسَرَّةِ والأَسَى
قُلْ لِي،شُفِيتَ، أَهَاجَكَ الإيقَـاعُ؟
أَمْ قَدْ جَرَى فِـي نَهْـرِ سِرِّكَ خَاطِرٌ
و وَجَى مِيَاهَكَ مَرْكَـبٌ وشِـرَاعُ
إِنْ كَــانَ ضَــرَّكَ في الحَــيَــاةِ تَـفَــرُّدٌ
فَايْأَسْ، فقَسْمُكَ وِحْـدَةٌ وضَـيـَـاعُ.
أَوْ كَــانَ هَاجَكَ أَنْ رَأَيْــتَ حَبِيبَةً
خَانَتْ عُهُـودَكَ، فالهَـوَى خَــدَّاعُ
أَوْ كَــانَ هَــزَّكَ أَنَّ فِــيكَ مَــوَدَّةً
صَرَخَتْ ولَـمْ تُسْمَعْ، فَلَا سُــمَّاعُ
كُتِبَ الغَــرَامُ عَلَيْكَ، إِنَّــكَ مُغْرَمٌ
بِــأَحِــبَّــةٍ، وحَــبِيبُــك الإقـْـــلاعُ.
مَا مِنْ حَبِيبٍ رُمْتَ فِيهِ هَنَاءَةً
إِلَّا جَفَـاكَ ، أمَا نَهَـاكَ صُــدَاعُ ؟
قَدْ قُلْتَ : إِنِّـي مُــرْسَلٌ لِفَضِــيلَةٍ.
قَدْ سِيـمَ إِخْوَانُ الصَّــفَاءِ فَبَـــاعُوا.
كَـمْ مِنْ خَلِــيلٍ قَدْ أَضَعْتَ لِأَجْلِهِ
حُلمًا، فَضَاعَ مَعَ الرّيَــاحِ،وضَـاعُوا
حَسْبُ الهَوَى آهٌ،وحَسْبُكَ مِنْ هَوَى
الأَحْبَابِ وَعْــدٌ خُلَّبٌ، فَـــــوَدَاعُ...
كُتِبَ الشَّــقَاءُ عَــلَيْكَ، فَــاعْـلَـمْ أَنَّـمَا
كَـتْبُ العَـذَابِ مُـلَازِمٌ و مُشَــاعُ
فتَــغَـنَّ ، في دُنْـــيَـا الغَـرَامِ، مُـرَدِّدًا
ضَاعَ الغَـرَامُ، و ضِعْتُ يـَا مُلْتَـاعُ. 
حمدان حمّودة الوصيّف 
خواطر: ديوان الجِدّ والهزل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى