آتي أعودُ وأنتقي --الشاعر حسين جبارة كانون ثان 2019

آتي أعودُ وأنتقي 
---------- 
لا تقلقي 
فالحبُّ دربٌ دافِئٌ 
هل تذكرينَ حبيبتي لمّا شحنتِ مشاعراً 
بشغافِ مُصغٍ مُعجَبٍ 
وأسرتِني طيراً يُحوّمُ خافقاً 
أوقعتهِ بشباكِ رمشٍ آسرِ ؟ 
------------------------
وتركتني في حيرةٍ وتهيؤٍ 
خلّفتني بحراً تلاطمَ موجُهُ 
صدراً يضجُّ بصمتهٍ 
كنتُ المُولّهَ هائماً ، أسكنتُ وجهَكِ مقلتي 
دثّرتُ روحكِ بالحريرِ الناعمِ 
-------------------------- 
منذُ التقينا والهوى 
لم تغربي عن ناظريَّ للحظةٍ 
صرتِ الأنيسَ بليلتي ثمَّ المُبدّدَ وحشتي 
وكذا الحروفَ قصيدةً 
والهمسَ يغمر مسمعي 
لما هجعتُ بمضجعي 
------------------- 
أهوى حضوركِ ظبيةً 
في الصرحِ جئتِ مليكةً 
حكمتْ عشيقاً في هواها مولعاً 
ومتيّماً متعلّقاً ، لسهامها مستسلماً 
يرضى بحكمِ حبيبةٍ 
يُملي قرارَ مؤبّدِ 
-------------- 
طفتُ الحواضرَ والبواديَ والرّبى 
كنتُ القريبَ من الشواعرِ والسواحرِ والغوانيْ 
قلبي تحصّنَ في عرينكِ مخلصاً 
لا يرتضي إلّاكِ ليلى 
رغمَ عرضٍ في المدينةِ زاخرٍ
رغمَ الكواعبِ والنواعمِ في المدى 
------------------------------- 
ما زلتِ حباً 
في سمائي خافقاً 
انتِ الربيعُ بلا خريفٍ أو شتاءٍ عابسٍ 
هاكِ الفؤادَ فرشتُهُ سجّادةً 
هذي يدي مُدّتْ إليكِ وسادةً 
فتمدّدي وتزمّلي وتدفّئي 
---------------------- 
منذُ التقينا من عقودٍ قد خلتْ، 
بُحتِ حباً دائماً ، متجدّداً متألقاً 
مهما هززتِ توقّعي في بعضِ خَلقٍ 
او سلوكٍ جانحٍ 
زدتِ الجوى في أضلعي 
فرضيتُ حبّكِ سرمداً 
غنّى الخلودَ بخاطري 
-------------------- 
لا انثني 
عن عشقِ مَن خسرتْ جمالاً طارئاً 
آتي ، أعودُ وأنتقي 
تلكَ التي كنتُ انتقيتُ كمالها 
لما التقينا ذاتَ يومٍ في مساءٍ عابرِ 
حسين جبارة كانون ثان 2019

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى