إلى العرب--الشاعر المهرقان الطامي
إلى العرب
لَوْ أسْتَطِيـعُ البُـكَا يَا أُمَّةَ العَـرَبِ
بَكَيْـتُ حَتَّى شَكَتْ مِن مُقْلَتِي هُـدُبِي
بَكَيْـتُ يَا مَعْشَـرًا قد طَابَ عَيْشُـهُمُو
وعَيْـشُ إخْوَتِهِمْ في الضَّـنْكِ والتَّعَبِ
أبْنَـاءُ "صُهْيُـونَ" بَعْـدَ الذُّلِّ قد رَفَعُوا
في أرْضِكُـمْ رَايَـــــةً مَشْبُوهَةَ السَّبَبِ
فَـدَنَّسُوا قُدْسَكُمْ واسْتَعْمَرُوا وغَزَوْا
كَـمْ مَعْلَمًا شَامِخًـا دَكُّـوهُ باللَّـهَبِ؟؟
وشَـرَّدُوا أهْلَكُمْ وفَتَكُوا واعْتَـدَوْا
يَا حُـرْمَةَ الدِّينِ : هَلْ مِن نَـاصِرٍ و أَبِــيّ؟؟
إخْـوَانُكُمْ قُـتِّلـُوا وأنْتُـمُو تَنْظُـرُو..
..نَ نَظْرَةَ العَجْـزِ أمْ قُلْ نَظْرَةَ العَـجَـبِ؟؟
العَجْـزُ أقْـعَدَكُـمْ؟ أمْ إنَّكُمْ هَيْكَلٌ
مِنْ وَرَقٍ لا يُـجِيـبُ شَكْـوَ مُغْـتَـرِبِ؟
هَـلْ تَقْرَأُونَ مِن التَّـارِيخِ مَا صَنَعَتْ
أيْـدِي الجُـدُودِ ومَا عَانَوْهُ مِن نَـصَـبِ؟
النَّـارُ تَأْكُلُ إِخْوَانًا لَكُـمْ عُزِلـُوا
مَا بَـالُ نَارِكـمُو خَـامِـدَةَ اللَّـهَــــبِ؟؟
أمْ إنَّكُمْ خِفْتُمُو فِعْلَ البَعُوضِ: إذَنْ
إنّ البَعُـوضَةَ أدْمَتْ مُـقْلـَـةَ العَــرَبِي
أمْ أنَّـكُمْ بالكَـلامِ تَـدْفَعُونَ أذًى
عـن أرْضِكُـمْ، خُطَبٌ تَعْلُو على خُـطَبِ
القَوْلُ، مَا أفْصَحَ "الأسْيَادَ" إِنْ خَطَبُوا
والفِـــعْلُ، مَا فَعَلُوا خَيْرًا لِمُغْـتَـصَـبِ
لَن تُحْـرِزُوا مِن عَـدُوٍّ طَائِلًا أَبَدًا:
بالفِعْـلِ يُـدْحَرُ، لا بالقَوْلِ والشَّجـــبِ
الله خَلَّــفَكُمْ في أُمَّةٍ نُـصْــرَةً
فَمَا تَقُولـُونَ يَوْمَ الحَشْـرِ والكُـرَبِ؟
أقَوْلُكُمْ: إنَّمَا بالفَقْـرِ بَلْـوَتُكُمْ
أمْ قَوْلُكُمْ إنَّكُـمْ قَومٌ علَـى شُعَـــبِ
أمْ قَـوْلُكُمْ أَضْعَفُ الإيمَانِ حُجَّتُكُمْ
يَسْتَنْـقِذُ الكُـلَّ مِن نَـارٍ بـِلَا حَـطـَـبِ؟؟
مَاذَا تَقُولُونَ للتَّارِيخِ؟؟إنْ سَكَبَتْ
كُلُّ المَـحَابِرِ حِبْـرَ العِــزِّ والأدَبِ؟
كيْفَ سَيَـذْكُـرُكُـمْ أَحْفَادُكُـمْ عِنْدَهَا؟
يَا لَهْفَ نَفـْسِي عَلَى قَوْمٍ بِـلَا عَـتَـبِ
مَاتَتْ كَـرَامَتُهُـمْ في زَمَنٍ كَثُـرَتْ
فيـهِ المَـطَامِـعُ: هُـمْ للـسَّلْبِ والنَّهـبِ
حمدان حمّودة الوصيّف
خواطر: ديوان الجِدّ والهزل.
تعليقات
إرسال تعليق