شوق الى الحرية--د.عبدالوهاب الجبوري

شوق الى الحرية

من يبكيني ؟ قمرٌ يذوي وأنهارٌ تموت ، أم ريحٌ صفراء ،ضحكةٌ بلهاء ،حبلٌ يتدلّى ، خلخالٌ فوق أحزان القمر يتلوّى ، قنبلة هوجاء ، شيطان حقود ، أم عواءٌ يتقمَّص لون الهديل .. بالأمس بكيتُ دفء المرأة التي غنَّتْ لقلبي .. واليوم ، أنا المستباحُ بما يكنزون والذبيحُ بما يكيدون .. في عتمة الظلم أرقب حركة الظلام .. أبحث عن مفقود في طقوس العناء .. أنتظر موعدا بلا لقاء .. أشتهي ما لا يرغب به المترهلون ، وأحن الى حضن أمي الأرض ، ورسالتها للشمس والقمر والعاشقين .. أستمع الى موسيقى الصمت الصاخبة ، وأرى قهقهات الذين تنازلوا عن الأشواق في بهو المناديل .. عند منتصف الليل يُطرق الباب .. أصيخي السمع يا ام الشهيد ، ومتعي النظر .. يطل وجه عرافة الحي ، يتوسط شيوخ القوم في أقصى حدود التخمة في حفل التواقيع على صك اليباب ، وقد روضوا الانهار والأحلام.. 
تخطف الطرقات أرديتي وأشواقي وتتركني لعصف الريح .. سأبحر في الوهن ، ولن أُسَلّم للريح جبيني، ولن انحني لها .. قومي أيتها الثكلى وقربي الوقت معي .. معنا .. مع اخوتي ، مع احبابي ، وأصدقائي الجوعى .. تنسّم الهواء الطلق ، نتيممُ أريجَ الزعتر البري ، نوقظُ أنتماء الخيل والنخل ، نتزنّر بريج المسك في الأفق الحَرون .. نختار حكمتنا البليغة ، نلوذ بتراب يفتدينا .. هذا قرارنا ، لا نرهن أرواحنا عند سمسار صاغه في طقوس الانين مزادُ شبحٍ في بد الضباب سجين !
د.عبدالوهاب الجبوري
العراق في ٢٠١٩/١/١٤

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى