عفَّةُ الطَّموح________البحر : الكامل -للشاعرة زكية أبو شاويش
عفَّةُ الطَّموح________البحر : الكامل
دنيا الجمالِ إلى الجلالِ تُعرِّفُ___ هل مَن يُفَكِّرُ في القضاءِ يسوِّفُ؟!
قد فرَّ من نارِ الهمومِ موحِّدٌ ___ وتناثرت من حولِهِ ... لا تألَفُ
ذاكَ التَّوكُّلُ ما أماتَ تَرَصُّدا ___ من هِمَّةٍ تَعلو ... ولا يتكَلَّفُ
فالأخذُ بالأسبابِ حصَّلَ رزقَهُ ___ والحاضرُ الماضي غداً يتوقَّفُ
فَلِمَ التَّريُثُ والقضاءُ مُغيَّبٌ ___ وسعادةٌ في القلبِ لا تتأفَّفُ
...............
لو غارَ ماءُ البئرِ في صحرائِهِ ___لا لن يكونَ لشاهِدٍ ما يَجرُفُ
إنَّ الطَّموحَ مُغامِرٌ ، في حقلِهِ___ نبتتْ كأسوارٍ ... زهورٌ تُقطَفُ
لكنَّ همَّتَهُ ...علت ... وتأهَّبت___ ذاكَ الرَخاءُ مُحذِّرٌ من يُسرِفُ
قادت مشاعِرُهُ الجنونَ بِعَكسِهِ___وتسوَّرَ الإحساسُ روحاً تَعرِفُ
من كانَ يخشى للحليمِ عقابَهُ ___يصمُدْ أمامَ المُغرياتِ ... تُرَفرِفُ
...............
وَيَهِلُّ شوقٌ بالحنينِ لِجنَّةٍ ___ يُرضي الطَّموحَ وَمَنْ بِدُنيا يَرسُفُ
والعقلُ قائدُ مَن تَأمَّلَ جائراً ___ من ظُلمِهِ كانَ العقابُ ... يُجَفِّفُ
هانت على نفسِ الطَّموحِ خريدةٌ___ تدعوهُ في ثقةٍ ... لها ما يَدلفُ
بَصُرَتْ بصائرُهُ جمالاً خارِقاً ___لا ينتهي والموتُ لا ما يُتْلِفُ
قيمٌ واخلاقٌ تدومُ على المدى ___في عِزِّها شرفٌ لهُ لا يُوصَفُ
...............
يا ربِّ أنتَ المُستعانُ وفضلُنا ___من فضلِكَ الجَمِّ الَّذي لا يُصرَفُ
ها نحنُ نمضي في الحياةِ وكُلُّنا ___ أملٌ بيومِ لقاكَ ... إذ يتلهَّفُ
سَبَحاتُ وجهِكَ في الجنانِ حياتنا___ فلكَ المحامِدُ والثَّناءُ يُدفدِفُ
يا ربِ صُن بالخيرِ باقيَ عُمرِنا ___ واحفظ جناناً من خليطٍ يهرِفُ
سدِّد خُطانا ... للحلالِ وأهلِهِ ___ وامحُ الخطايا من قلوبٍ ترجِفُ
................
بالحُبِّ والخوفِ الَّذي قد حفَّنا___ نرنو لفضلٍ طامعينَ فيُسعِف
في كٌلِّ أمرٍ قد يحِلُّ بساحةٍ ___ خيراً وشرَّاً قد نراهُ يُخفِّفُ
من كانَ في ثقةٍ بعدلِ مليكِهِ ___لا لن يخافَ من الَّذي يتلفلَفُ
بحرُ الحياةِ بموجِهِ مُتَقلِّبٌ ___ والحرُّ يركبُ ما يراهُ وينصِف
هذي الحياةُ مَمَرُّ كُلِّ خليفةٍ ___ يحيا ويفنى والمعادُ يُنظِّفُ
...............
ذاكَ الخلودُ بجنَّةٍ ... آمالُنا___ ونعوذ مِنْ نارٍ بها مَنْ يُقذَفُ
دنيا الطَّموحِ بعفَّةٍ قد سُربلت ___ حتَّى توسَّدَ بالثَّرى مَن يَشرُفُ
صلَّى الإلهُ على النَّبي وآلِهِ ___ والصَّحبِ ما دامَ الودادُ يُؤلِّفُ
صلُّوا عليهِ وسلِّموا وتأكَّدوا ___ من حُبِّ مولانا لِعَبدٍ ,.. يَخلُفُ
أعدادَ من طمعوا بجنَّةِ ربِّهم ___ بالحبَِ قادَ خُطاً لمن يتعفَّفُ
................
السَّبت 22 جمادى الآخرة 1439 ه
10 مارس 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
تعليقات
إرسال تعليق