مُهجَّرٌ وليسَ "بخاطرِ" مُهجَّرٌ وليسَ "بخاطرِ" ،،، الشاعر حسين جبارة يناير 2014
مُهجَّرٌ وليسَ "بخاطرِ"
_______________
ما كنتُ أختارُ النزوحَ بخاطري
ما كنتُ أرحلُ في ثيابِ مُخاطرِ
وَلَدي على كَتِفي وأحملُ زادَهُ
سقفاً أغادرُ في شِتاءٍ ماطِرِ
بيتاً أُخَلِّفُ دافئاً ومُؤثَّثا
أَتجشَّمُ المجهولَ إثرَ مجازرِ
أطوي المفازةَ لا أسيرُ على هُدى
أستبدلُ الخيماتِ بيتَ العامرِ
هل أرتضي بَدَلَ الجِنانِ جهنَّماً
بدَلَ المُقيمِ تَنَقُّلاً لِمُهاجِرِ
ما كنتُ أختارُ الشَتاتَ لِأُسرتي
القَرُّ يلسعُ شبهَ حرِّ هَواجرِ
لا أرتضي العيشَ الذليلَ بغُرْبَةٍ
بِفُتاتِ خُبْزٍ مِن يدِ المُتَآمِرِ
ما أسوأَ التِرحالَ مِن وَطَنِ الصِّبا
يأبى الضيافةَ أو دُخولَ الزائرِ
خَلَّفتُ أحلاماً وعِشقاً خالِصاً
وهجرتُ صرحاً في الصباحِ الباكرِ
ما لي أُغادرُ ساحلاً وطفولةً
كانا غراماً في زماني الغابرِ
فَهُنا مَشَيْتُ لظبيَةٍ معشوقةٍ
وهنا اللقاءُ بِخِلْسةٍ عن ناظِرِ
لم أهجُرِ الحيَّ القديمَ مُهرولاً
لولا ضَراوةُ غاصِبٍ وَمُناوِرِ
لولا ضراوةُ قاصِفٍ لأمانِنا
ومُعَزَّزٍ بسلاحِ بطشٍ باتِرِ
انا ما نَزَحتُ برغبةِ عن منزلي
عن طِيبِ تلبيةٍ وطيبِ مشاعِرِ
مَن ذا يغادرُ برتقالاً ناعماً
متنازِلاً عن سِحْرِ حيفا النادرِ
متنازِلاً عن كرمِ أعناب الخليلِ
مُوَدِّعاً قُدسَ الترابِ الطاهِرِ
يافا عروسُ البحرِ موجٌ حالمٌ
مَن ذا يقايضُ في تجارةِ خاسِرِ
بتكالبِ الأشرارِ أغدو لاجئاً
فَقَدَ الهُويَّةَ بانتزاعِ الفاجِرِ
لا حُلمَ لا عُنوانَ لي بتنقُّلٍ
يا غُرْبةً أحيا بها كمسافِرِ
سَفَرٌ جوازي لا أُقيمُ بخيمةٍ
إنّي المقيمُ مؤقَّتاً بِأوامِرِ
في يومِ بُغْضٍ ظالمٍ متنكِّرٍ
في نَزْوةٍ مشؤومةٍ مِن كاسرِ
أحيا المُشرَّدَ والمُهجَّرَ هائماً
لا وجهَ لي الّا جوازُ العابرِ
لا غاصبي يرضى حياتي في الحِمى
وأبو الحضارةِ في رداء الماكِرِ
لي أخوةٌ تحيا بفرشٍ ناعمٍ
ولِنجدتي عجزُ الضعيفِ القاصرِ
يا غاصبي يا مستنيرُ ويا أخي
فتَّشتُ عن زَخَمِ الأنا بخواطري
أسقطتُ ميناءَ المذلَّةِ والدُّجى
أسقطتُ مَرْسى هِجرةٍ وبواخِرِ
حسين جبارة يناير 2014
_______________
ما كنتُ أختارُ النزوحَ بخاطري
ما كنتُ أرحلُ في ثيابِ مُخاطرِ
وَلَدي على كَتِفي وأحملُ زادَهُ
سقفاً أغادرُ في شِتاءٍ ماطِرِ
بيتاً أُخَلِّفُ دافئاً ومُؤثَّثا
أَتجشَّمُ المجهولَ إثرَ مجازرِ
أطوي المفازةَ لا أسيرُ على هُدى
أستبدلُ الخيماتِ بيتَ العامرِ
هل أرتضي بَدَلَ الجِنانِ جهنَّماً
بدَلَ المُقيمِ تَنَقُّلاً لِمُهاجِرِ
ما كنتُ أختارُ الشَتاتَ لِأُسرتي
القَرُّ يلسعُ شبهَ حرِّ هَواجرِ
لا أرتضي العيشَ الذليلَ بغُرْبَةٍ
بِفُتاتِ خُبْزٍ مِن يدِ المُتَآمِرِ
ما أسوأَ التِرحالَ مِن وَطَنِ الصِّبا
يأبى الضيافةَ أو دُخولَ الزائرِ
خَلَّفتُ أحلاماً وعِشقاً خالِصاً
وهجرتُ صرحاً في الصباحِ الباكرِ
ما لي أُغادرُ ساحلاً وطفولةً
كانا غراماً في زماني الغابرِ
فَهُنا مَشَيْتُ لظبيَةٍ معشوقةٍ
وهنا اللقاءُ بِخِلْسةٍ عن ناظِرِ
لم أهجُرِ الحيَّ القديمَ مُهرولاً
لولا ضَراوةُ غاصِبٍ وَمُناوِرِ
لولا ضراوةُ قاصِفٍ لأمانِنا
ومُعَزَّزٍ بسلاحِ بطشٍ باتِرِ
انا ما نَزَحتُ برغبةِ عن منزلي
عن طِيبِ تلبيةٍ وطيبِ مشاعِرِ
مَن ذا يغادرُ برتقالاً ناعماً
متنازِلاً عن سِحْرِ حيفا النادرِ
متنازِلاً عن كرمِ أعناب الخليلِ
مُوَدِّعاً قُدسَ الترابِ الطاهِرِ
يافا عروسُ البحرِ موجٌ حالمٌ
مَن ذا يقايضُ في تجارةِ خاسِرِ
بتكالبِ الأشرارِ أغدو لاجئاً
فَقَدَ الهُويَّةَ بانتزاعِ الفاجِرِ
لا حُلمَ لا عُنوانَ لي بتنقُّلٍ
يا غُرْبةً أحيا بها كمسافِرِ
سَفَرٌ جوازي لا أُقيمُ بخيمةٍ
إنّي المقيمُ مؤقَّتاً بِأوامِرِ
في يومِ بُغْضٍ ظالمٍ متنكِّرٍ
في نَزْوةٍ مشؤومةٍ مِن كاسرِ
أحيا المُشرَّدَ والمُهجَّرَ هائماً
لا وجهَ لي الّا جوازُ العابرِ
لا غاصبي يرضى حياتي في الحِمى
وأبو الحضارةِ في رداء الماكِرِ
لي أخوةٌ تحيا بفرشٍ ناعمٍ
ولِنجدتي عجزُ الضعيفِ القاصرِ
يا غاصبي يا مستنيرُ ويا أخي
فتَّشتُ عن زَخَمِ الأنا بخواطري
أسقطتُ ميناءَ المذلَّةِ والدُّجى
أسقطتُ مَرْسى هِجرةٍ وبواخِرِ
حسين جبارة يناير 2014
تعليقات
إرسال تعليق