إلى والدي الطّفل--حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)
Hamouda Loussaief Hamden
إلى والدي الطّفل
عُوجِي عَلَى الطِّفْلِ، بِالأَخْـلَاقِ غَـذِّيهِ
وارْعَـيْـهِ بالعَـطْفِ، واسْقِي هِـمَّـةً فِيـهِ
يَا أُمُّ إنَّـــــكِ للأَجْــــيَـال مَــــــدْرَسَـةٌ
كُـونِي لَـهُ سَــنَدًا للـخَــــــيْرِ يَـهْـدِيــهِ
الطِّـفْـلُ كَالصَّـفْـحَةِ البَـيْضَـاءِ نَاصِعَةً
والأُمُّ تَكـتُـــبُ مَا قَـدْ تَشْتَـهِي فِيــهِ
أو قِطْـــعَةُ الطِّينِ، بالــتَّـأْثِيرِ تَـصْنَعُهَا
خَلْـقًا مِنَ الـخَيْـرِ أَوْ شَـرًّا تُسَـوِّيــهِ
فَابْـنِـي لَـنَـا وَطَـنًا النَّـشْءُ حَارِسُـهُ
والنَّشْءُ مِنْ خَطَرِ الأَزْمَانِ حَامِيهِ
الـخَـيْـرُ وَازِعُـهُ، والـحُبُّ دَافِـعُـهُ
والحَـقُّ رَائِـدُهُ والـدِّيـــنُ هَــادِيـهِ
البَحْـر يَعْمُـرُهُ، والـــبَـــرّ يُـثْـمِـرُهُ،
والأَرْض يَـزْرَعُهَا، والصَّرْح يَبْنِـيهِ
والـرَّكْب يَـدْفَـعُـهُ، يَــسْمُو بِمَوْكِبِهِ
والقَوْل يَـصْدُقُهُ، والدَّيْـن يَــقْـضِيهِ
يَا وَالِدَ الطِّفْلِ حَـقّ الاِبْنِ تَـعْـرِفُـهُ:
البِـرُّ والخَيْـرُ، في قَلْـبٍ، تُـجَلِّـيـــهِ
وحَـلِّ بِالعِـلْـمِ رُوحَ الجِيـلِ يَطْلُبهُ
واشْحَـذْ عَزِيـمَتَهُ، فَالدَّرْسُ يَرْوِيـهِ
أَعِنْـهُ فِي عَـمَـلٍ وكُـنْ لَــهُ مَــثَـلًا
أَنْتَ الّذِي لِلْمُنَى والبَذْلِ تَهْـدِيـــهِ
وازْرَعْ بِهِ بَـذْرَةً في الخَيْرِ عُنْصُرُهَا
كَيْ تَحْصُدَ الخَيْـرَ للأَوْطَـانِ تَجْنِيـهِ.
إذا الشَّبَابُ بِطِيبِ الـخُلْـقِ نَبْتَتُهُ
كَالطِّيبِ، يُـصْبِـحُ مَـحبُوبًا لرَاعِيهِ.
الطِّفْلُ مُسْتَقْـبَـلُ الأَوْطَـانِ، رَائِدُهَا
يَـبْنِي، غَـدًا، عَـالِيًا ما اليَوْمَ نُنْشِيـهِ
مَا بَـيْـنَ أيْـدِيَنَـا، بالــدَّرْسِ نَــنْـفَـحُهُ
مِشْـعَـلُـنَـا في غَـدٍ حُـبًّـا نُغَـذِّيـــــهِ
طُوبَى لِمَنْ عَلَّـمَ الأَجْيَـالَ، حَرَّرَهَا
مِنَ الجَهَـالَـةِ، نَـدْعُو اللهَ يَـجْــزِيــهِ.
حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.
تعليقات
إرسال تعليق