عبيد المال الشاعر / سعد بن محمد الزيتوني

عبيد المال

رأيت الناس أكثرهم جنودا
لعجل المال قد صاروا عبيدا 
كأن قلوبهم صارت جحيما 
وتطلب كلما ملئت مزيدا
فإن عاملتهم يوما بمال 
وجدتهم ومن يهدي يهودا 
وإن ذكرتهم بالله وحده
رأيتهم يصدوني صدودا 
ولا من ذاكر لله فيهم 
ولا من خائف منه وعيدا 
ولا من سامع للنصح مني
ولو كان الملائك لي شهودا

فكم من عالم قد باع علما 
ببخس الأجر يبغيه نقودا
أباح عبادة الدينار دينا 
وسن لقومه شرعا بعيدا
وكم من تاجر رابى بمال
يريد المال دوما أن يزيدا
تراه يبيع آخرة بدنيا
ويحسب حظه ربحا أكيدا
ولا من ذاكر لله فيهم 
ولا من خائف منه وعيدا 
ولا من سامع للنصح مني
ولو كان الملائك لي شهودا

وذاك طبيب قوم لا يبالي
أشيخا قد أماته أم وليدا
فيقتلهم بداء الفقر عمدا 
ويذبحهم فلا يبقي وريدا
وذاك مهندس قد بات يبني
بغير أساسه برجا مشيدا
بنى الجدران راكعة لقوم
إذا ما كبروا خرت سجودا
ولا من ذاكر لله فيهم 
ولا من خائف منه وعيدا
ولا من سامع للنصح مني
ولو كان الملائك لي شهودا

وذاك يخوض بابنه في الحطام
لكي يحيا به عيشا رغيدا
فرباه ونماه ليرعى كما
الأنعام قد رتعت حصيدا
وذاك يبيع ابنته بمهر
ويبدلها بإسورة قيودا
فكفنها بثوب العرس ليلا
وأسكنها المقابر واللحودا
تراها تؤنس الغربان فيها 
وتذري دمعها درا نضيدا
ولا من ذاكر لله فيهم 
ولا من خائف منه وعيدا 
ولا من سامع للنصح مني
ولو كان الملائك لي شهودا

ومنهم من يضل بغير علم
ويتبعون شيطانا مريدا
فهل علموا وهل للعلم نفع 
إذا ما كان طالبه جحودا
بأن الله قدر كل رزق
ويطعم في بطون الصخر دودا
فليس يزيد رزق المرء سعي 
ولا ينقصه أن يمشي وئيدا
ولا من ذاكر لله فيهم
ولا من خائف منه وعيدا 
ولا من سامع للنصح مني
ولو كان الملائك لي شهودا

فكن فاروق هذا العصر واعمل 
لتجعلني ابن عباس جديدا 
أكن حبرا له في الناس فضل
وتلقى عندي القول السديدا 
وشعر زهير يجمعنا سويا 
فأنشده وتسألني المزيدا 
فإنك خير من أرضى إماما
وإني خير من تلقى مريدا
فأدخلني فناءك يا إمامي
فقلبي عن فناءك لن يحيدا
وأدنيني وقربني نجيا 
لعلي من علومك أن أفيدا
وأيدني بتفسير وشرح 
وعلمني الفرائض والحدودا
وأكرمني وزودني بمال
لكي أرقى به شأوا بعيدا
وقد أجملت ما أبغي بشعر 
جدير أن أنال به الخلودا 
لعلي أن أزكيهم بشعري
وأبعثهم به خلقا جديدا

خاتم الشعراء 
سعد بن محمد خير بن عبد القادر الزيتوني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سفرة (من الشِّعْرِ السّاخر)الشاعر: حمدان حمّودة الوصيّف

القرار قرارك ---بقلم........ عبدالمنعم عبدالحليم السقا

سيدنا محمّد ﷺ ا.د/ محمد موسى